223

El Collar Escogido en las Generaciones de las Dueñas de los Velos

الدر المنثور في طبقات ربات الخدور

Editorial

المطبعة الكبرى الأميرية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٣١٢ هـ

Ubicación del editor

مصر

ذلك ردها إلى إبراهيم ووهب لها هاجر وهي جارية قبطية فأقبلت إلى إبراهيم ومعها هاجر وهي تحمد الله تعالى على عصمتها من فرعون. وكانت سارة قد منعت الولد حتى أسنت، فوهبت هاجر إلى إبراهيم بقولها: إني أراها امرأة وضيئة فخذها لعل الله تعالى يرزقك منها بولد، فوقع إبراهيم على هاجر فولدت له إسماعيل ﵇ وكانت سارة بنت تسعين سنة وإبراهيم ابن مائة وعشرين سنة وبشر إبراهيم بأنه سيرزفه الله بولد من سارة وقد كان وحملت سارة بإسحاق. وقيل: كان حملت هاجر بإسماعيل فوضعتا معا وشب الغلامان، فبينما هما يتناضلان ذات يوم وكان إبراهيم ﵇ سابق بينهما فسبق إسماعيل فأخذه فأجلسه في حجره وأجلس إسحاق إلى جانبه وسارة تنظر إليه فغضبت. وقالت: عمدت إلى ابن الأمة فأجلسته في حجرك وعمدت إلى ابني فأجلسته إلى جانبك وقد كان أخذها ما يأخذ النساء من الغيرة فحلفت لتقطعن بضعة منها ولتغيرن خلقتها، ثم ثاب إليها عقلها فبقيت في ذلك. فقال إبراهيم ﵇: اخفضيها واثقبي أذنها ففعلت ذلك فصارت سنة في النساء. ثم إن إسماعيل وإسحاق ﵉ اقتتلا ذات يوم كما تفعل الصبيان فغضبت سارة على هاجر وقالت: لا تساكنني في بلد وأمرت إبراهيم ﵇ أن يعزلها عنها فأوحى الله إليه أن يأتي بهما إلى مكة فذهب بهما. وتوفيت سارة ولها من العمر مائة واثنتان وعشرون سنة. وقيل: مائة وسبع وعشرين بالشام بقرية الجبابرة بأرض كنعان في جيرون في مزرعة اشتراها إبراهيم ﵇ ودفنت بها. سارة القرظية الإسرائيلية كانت من يهود يثرب من بني قريظة. قيل: إن أبا جبلة أحد ملوك اليمن قصد المدينة في الجاهلية وكان أهلها يهود وبلغه عن ملكهم أمور فاحشة فأوقع في اليهود بذي حرض وهو واد بالمدينة عند أحد فقالت سارة القرظية وهي منهم تذكر ذلك وترثي من قتل من ومها: بأهلي رمت أم لم تغن شيئا ... بذي حرض تعفيها الرياح كهول من قريظة أتلفتهم ... سيوف الخزرجية والرماح ولو أذنوا بأمرهم لحالت ... هنالك دونهم حرب رداح رزئنا والرزية ذات نغل ... يمر لأجلها الماء القراح سبيعة ابنة عبد اشمس بن عبد مناف هي زوجة مسعود بن مالك يتصل نسبه إلى ثقيف كان مكرمة عند زوجها وقومها مسموعة الكلمة لما لها من المكان والفضل، حتى إنه لما كان يوم الفجار الرابع في الجاهلية -وهو يوم عكاظ- ودارت الدائرة على بني قيس وانتصر زوجها وحرب بن أمية على أعدائهم فرآها تبكي حيت تداعى الناس فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: لما يصاب غدا قومي. فقال لها - وكان مسعود قد ضرب على امرأته سبيعة خباء-: من دخل خباءك من قريش فهو آمن، فجعلت توصل به قطعا ليتسع فقال لها: لا تتجاوزي في خبائك فإني لا أمضي إلى من أحاط به الخباء، فأحفظها. فقالت: أما والله إني لأظن أنك تود أن لو زدت في توسعته فلما انهزمت قيس دخلوا خباءها مستجيرين بها فأجار لها حرب بن أمية وقال لها: يا عمة، من تمسك بأطناب خبائك أو دار حوله فهو آمن. فنادت

1 / 238