340

Durr Farid

الدر الفريد وبيت القصيد

Editor

الدكتور كامل سلمان الجبوري

Editorial

دار الكتب العلمية

Edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

Géneros

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= مَوْتهِ: كَانَ المَلِكُ أَمْسِ أَنْطَقَ مِنْهُ اليَوْمَ وَهَذَا اليَوْمَ أَوْعَظَ مِنْهُ أَمْسِ.
وَفِي خُطْبَةٍ لأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيُّ بن أَبِي طَالِب ﵇ وَعَظَ النَّاسَ بِهَا حِيْنَ ضرَبَهُ ابْنُ مَلْجِمَ فَقَالَ: وَلْيَعِظَكُمْ هُدُوْئِي وَخُفُوْتُ أَطْرَافِي فَإِنَّهُ أَوْعَظَ لَكُمْ مِنَ النُّطْقِ البَلِيغِ.
فَنَظَم أَبُو العَتَاهِيَةِ لَفْظَ المُوبِذِ فَقَالَ وَعَضَدَ المَعْنَى مَا يَهِيْجُ اللَّوْعَةَ وَيَقْدَحُ زَنَادَ الوَجْدِ وَالكَآبَةِ (١):
طَوَتْكَ خُطُوْبُ دَهْرِكَ بَعْدَ نشرٍ ... كَذَاكَ خُطُوْبُهُ نشرًا وَطَيَّا
فلو نَشَرَتْ قُوَاكَ لنَا المَنَايَا ... شَكَوْتُ إِلَيْكَ مَا صَنَعَتْ إِلَيَّا
كَفَى حَزْنًا بِدَفْنِكَ ثُمَّ أنِّي ... نَفَضْتُ تُرَابَ قَبْرِكَ مِنْ يَدَيَّا
بَكَيْتُكَ يَا أَخِي بِدُمُوْعِ عَيْنٍ ... فَلَمْ يُغْنِ البُكَاءُ عَلَيْكَ شَيَّا
وَكَانَتْ فِي حَيَاتِكَ لِي عِظَاتٌ ... فَأَنْتَ اليَوْمَ أَوْعَظُ مِنْكَ حَيَّا
فَاحْتَذَى هَذَا المَعِنى ابْنُ طَبَاطَبَا العَلَوِيُّ فَقَالَ (٢):
وَعَظَ الوَرَى بِسُكُوْتِهِ فَأَتَاهُمُ ... بِبِيَانِ قسٍّ حِيْنَ قِيْلَ لَهُ اخْطُبِ
وَقَالَ أَرِسْطَالِيْسُ: قَدْ تَكَلَّمْتُ بِكَلَامٍ لَوْ مَدَجْتُ بِهِ الدَّهْرَ لَمَا جَارَتْ عَلَيَّ صُرُوْفُهُ فَنَظَمَهُ أَبُو عُثْمَانَ النَّاجِمُ وَأَحْسَنَ فَقَالَ:
وَلِي فِي حَامِدٍ أَمَلٌ قَدِيْمٌ ... وَمَدْحٌ قَدْ مَدَحْتُ بِهِ طَرِيْفُ
مَدِيْحٌ لَوْ مَدَحْتُ بِهِ اللَّيَالِي ... لَمَا جَارَتْ عَلَيَّ لَهَا صُرُوْفُ
وَقَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ عَلَيُّ بن أَبِي طَالِبٍ لابْنِهِ الحَسَنِ ﵉: يَا بُنَيَّ الغَرِيْبُ مَنْ لَيْسَ لَهُ حَبِيْبٌ. فَنَظَمَهُ العَبَّاسِ بن الأَحْنَفِ فَقَالَ (٣):

(١) ديوان أبي العتاهية ص ٤٩١.
(٢) حلية المحاضرة ٢/ ٩٤.
(٣) حلية المحاضرة ٢/ ٩٥.

1 / 342