. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= حَسَبْنَاهُ وَخَرْقٍ طَالَ فِيْهِ ... السَّيْرُ حَتَّى حَسَبْنَاهُ يَسِيْرُ مَعَ الرِّكَابِ
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ جَعْفَرُ بنُ شَمْسِ الخِلَافَةِ يَمْدَحُ:
سَيْفُ عَزْمٍ لَوْ ... أَشَارَ بِهِ لَلرَّاسِيَاتِ بَرَى
وَسِمِعَ أَبُو الهَذِيْلِ قَوْلُ النِّظَامِ وَكِلَاهُمَا مُتَكَلِّمٌ (١):
رَقَّ فَلَوْ بُزَّتْ سَرَابِيْلُهُ ... عَلْقَةُ الجَوِّ مِنَ اللُّطْفِ
يَجْرَحُهُ اللَّحْظِ بِتِكْرَارِهِ ... وَيَشْتَكِي الإِيْمَاءَ بِالطَّرَفِ
فَقَالَ: هَلَّا يُنَاكُ بِأَيْرٍ مِنْ خَاطِرٍ.
وَقَالَ ابْنُ الرُّوْمِيّ (٢):
رَقَّ فَلَوْ مَرَّتْ بِهِ نَمْلَةٌ ... أَرْجُلُهَا مُنْعَلَةٌ بِالحَرِيْرِ
لأَثَّرَتْ بِهِ كَمَا أَثَّرَتْ ... مَدَامَةُ فِي عَارِضٍ مُسْتَدِيْرِ
وَقَالَ آخَرُ وَبَالَغَ أَيْضًا:
أُضْمِرُ أَنْ أَضْمِرَ عَتْبًا ... فَيَشْتَكِي إِضْمَارَ إضْمَارِي
رَقَّ فَلَوْ مَرَّتْ بِهِ نَمْلَةٌ ... لَخَضَبَتْهُ بِدَمٍ جَارِ
* * *
وَمِنَ الإِفْرَاطِ فِي الوَصْفِ قَوْلُ بَعْضُ الأَعْرَابِ يَصفُ بُكَاءَهُ وَغَزَارَةَ دُمُوْعِهِ:
رَعَا اللَّهُ عَيْنًا مِنْ بُكَاهَا عَلَى الحِمَى ... تَجِفُّ ضُرُوْعُ المُزْنِ وَهِيَ حَلُوْبُ
بَكَتْ وَغَدِيْرُ الحَيّ طَامٍ فَأَصْبَحَتْ ... عَلَيْهِ الجِمَالُ الجَائِمَاتُ تَلُوْبُ
وَمَا كُنْتُ أَدْرِي أَنَّ عَيْنًا زَكِيَّةٌ ... وَلَا أَنَّ مَاءَ المُقْلتيْنِ شَرُوْبُ
* * *
(١) طبقات ابن المعتز ٢٧٢، المنصف ص ٣٣٧.
(٢) لم ترد في ديوانه.