130

Duroos of Sheikh Muhammad Isma'il Al-Muqaddim

دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم

Géneros

أساليب عجيبة في حفظ اللسان
وبعض السلف لهم أساليب عجيبة جدًا في محاسبة النفس في هذا الأمر، فبعضهم كان كلما عمل غيبة وضع حجرًا في الغرفة، يقول: ولو أني فعلت ذلك لامتلأت الغرفة من الحجارة.
ولا مانع أننا نحاول أن نطبق هذا الكلام كنوع من التأديب العملي حتى نعطي الأمور حجمها الحقيقي، فالأمر خطير جدًا؛ فتخيل أنك تحاسب لسانك على كل كلمة قلتها كان ينبغي ألا تقولها، وكلما زللت وضعت طوبة في الغرفة، وبقيت هكذا لمدة أسبوع أو أيام قليلة، فستجد أننا نتساهل في أمر هو في غاية الخطورة.
وعن أبي سعيد ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان)، يعني: تذل وتخضع، ومنه التكفير في الصلاة، والتكفير: هو وضع اليدين على الصدر عند النحر؛ لأنها علامة التذلل، فمن أراد أن يتذلل غاية التذلل فليعمل هكذا، فكل الأعضاء كما يقول الصادق المصدوق في كل صباح تخضع وتتذلل للسان كأنها تتحايل على اللسان: (وتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك؛ فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا) ولذلك يستدل على استقامة الرجل باستقامة لسانه، فانظر إلى لسانه؛ فإذا كان يتحكم في لسانه فمعناه أن كل أحواله جيدة، وكل أحواله مستقيمة غالبًا.
وعن أبي بكر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (ليس شيء من الجسد إلا يشكو ذرب اللسان على حدته) يعني: حدة اللسان.

6 / 33