Duroos of Sheikh Abdullah Al-Jalali
دروس للشيخ عبد الله الجلالي
Géneros
العلاج من الوقوع في تلك الأخطار
العلاج أن تتضافر كل الجهود، وأن يتقي الله ﷿ كل المسئولين، سواء كان على المسئوليات الكبرى، أو على المسئوليات الصغرى، أم على مسئولية صاحب البيت، وصاحب الأمانة الذي استرعاه الله ﷿ على أغلى شيء في هذه الحياة وهي الأهل والذرية، ليتقوا الله ﷿ جميعًا، يقول الله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [الحديد:١٦] نعم آن، ثم يقول تعالى: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ [الحديد:١٧]، فهناك أمل؛ فكما تحيا الأرض بعد موتها قد تحيا القلوب الميتة، التي طال عليها الأمد فقست.
ألم يأن للمسئولين عن الإعلام في بلاد المسلمين أن يتقوا الله ﷿، وألا ينشروا إلا ما فيه خير، أو ما لا ضرر فيه؟! ألم يأن لأولياء البيوت وللآباء، ولمن استرعاهم الله ﷿ على هذه الأمانة، وسوف يسألهم الله عن ﷿ عن هذه الأمانة، أن يتقوا الله ﷿ في هذه البيوت البريئة، وأن يتقوا الله في هذه الفطرة النظيفة الطاهرة النقية، حتى لا يكدروها بما حرم الله ﷿، فلا يجلب لهذه البيوت الوسائل الفاتنة المرئية أو المسموعة أو المقروءة؟! يتقون الله ﷿ في هذه الأمانة، فإن الرسول ﷺ يقول: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
فما هو موقفك بين يدي الله ﷿ يا أخي المسلم! إذا أوقفك الولد يحاسبك ويقول: يا رب! إن أبي هذا خانني، أو أوقفتك البنت التي لم تؤد حق الله ﷿ في تربيتها وتطهيرها وإنقاء أخلاقها وتقول: يا رب! زد أبي هذا عذابًا ضعفًا في النار، إنه خانني؛ لأنك لم تربها التربية الصحيحة، ولم تطلعها على المنهج الصحيح الذي يجب أن تكون عليه النساء الفضليات، بل ربما تكون أنت السبب في إحضار بعض الوسائل التي كان لها أثر فعال، ومصيبة وفتنة في أخلاقها ودينها وسلوكها؟! من خلال ذلك نستطيع أن نربي المرأة المسلمة التي هي أمانة في أعناقنا منذ طفولتها، وبعد أن تشب عن الطفولة، وحينما تكون شابة؛ حتى نسلم هذه الأمانة لزوجها ليتحمل بقية المسئولية وبقية المشوار.
أما ما عليه هؤلاء الناس في كثير من الأحيان فإنه أمر خطير جدًا، فقد أصحبت هذه الأوبئة، وهذه الأفلام والمسلسلات، وهذه الصور الفاتنة تفتك بالشباب والشابات، تشحذ الهمم، وتثير الغرائز، فإذا بها تكون في المجتمع فتنة عمياء صماء، يضاف إلى ذلك ما مني به المجتمع الإسلامي بصفة خاصة من غلاء في المهور، ومن عزوف عن الزواج، ومن خلل في الأنظمة الاجتماعية، كل هذه لها الأثر مع ما سبق مما خططه أعداء الإسلام لينشروا الفساد والرذيلة.
ونختم حديثنا بقول الله ﷿ موجهًا للمرأة المسلمة بل ولوليها: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب:٥٩]، ثم يوجه الله ﷿ بعد ذلك الخطاب للذين يريدون أن ينشروا الفساد في المجتمعات الإسلامية فيقول: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب:٦٠ - ٦٢].
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وأسال الله ﷿ أن يثبت الأقدام على ما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
9 / 21