Duroos Al-Sheikh Sayyid Hussein Al-‘Afani
دروس الشيخ سيد حسين العفاني
Géneros
قبسات من حياة أم المؤمنين عائشة
أما الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله ﷺ، وزوجة نبينا في الدنيا والآخرة، الفقيهة الربانية، مات عنها رسول الله ﷺ بعد أن أقام معها تسع سنوات، وحين مات ﷺ ما كانت قد بلغت بعد السنة التاسعة عشرة يعني: لما مات النبي ﷺ كان سنها ثماني عشرة سنة، على أنها ملأت أرجاء الدنيا علمًا، فقد وعت من أحاديث النبي ﷺ ما لم تعه امرأة من نسائه، وروت عنه ما لم يرو مثلها أحد من الصحابة إلا أبو هريرة وعبد الله بن عمر.
قال الإمام الذهبي: لا أعلم في أمة محمد ﷺ بل ولا في النساء مطلقًا امرأة أعلم منها.
نشهد أنها زوجة نبينا ﷺ في الدنيا والآخرة، وما نزل الوحي إلا والنبي ﷺ في لحاف عائشة، يقول النبي ﷺ: (ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها).
وكانت ﵂ من أنفس الناس رأيًا في أصول الدين، ودقائق الكتاب المبين، وكان لها الاستدراكات العظيمة على الصحابة، فإذا علموا ذلك منها رجعوا إلى قولها.
يقول أبو موسى الأشعري ﵁: ما أشكل على أصحاب رسول الله ﷺ حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا.
وقال مسروق: رأيت مشيخة أصحاب محمد ﷺ يسألونها عن الفرائض.
وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس.
وقال الزهري: لو جمع علم الناس كلهم وعلم أمهات المؤمنين، لكانت عائشة أوسعهم علمًا.
ويبلغ مسند عائشة ﵂ (٢٢١٠) أحاديث.
ولما ذكر الإمام ابن حزم أسماء الصحابة الذين رويت عنهم الفتاوى في الأحكام، على كثرة ما نقل قدم عائشة على سائر الصحابة في نقل الفتاوى عن النبي ﷺ.
وروت عائشة من جملة صحيح البخاري ومسلم مائتين ونيفًا وتسعين حديثًا، وحمل عنها ربع الشريعة بأكملها.
قال عروة بن الزبير: ما رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بخطب ولا بشعر من عائشة.
يقول أيضًا: لقد صحبت عائشة -وهي خالته- فما رأيت أحدًا قط كان أعلم بآية نزلت، ولا بفريضة، ولا بسنة، ولا بشعر، ولا أروى للشعر، ولا بيوم من أيام العرب -أي: تاريخ العرب- ولا بنسب، ولا بقضاء منها.
فهذا فضل عائشة ﵂.
1 / 13