Las Perlas en la Condensación de las Campañas y Biografías
الدرر في اختصار المغازي والسير
Investigador
الدكتور شوقي ضيف
Editorial
دار المعارف
Número de edición
الثانية
Año de publicación
١٤٠٣ هـ
Ubicación del editor
القاهرة
الحليقة١. وَنَفِسَتْ٢ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: "اغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي ٣ بِثَوْبٍ، ثُمَّ أَهِلِّي" ٤. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ. لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ. قَالَ: وَلَبَّى النَّاسُ وَالنَّاسُ يَزِيدُونَ: ذَا الْمَعَارِجِ وَنَحْوَهُ مِنَ الْكَلامِ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَسْمَعُ وَلا يَقُولُ لَهُمْ شَيْئًا. فَنَظَرْتُ مَدَّ٥ بَصَرِي بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ، مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَعَنْ شِمَالِهِ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ جَابِرٌ: وَرَسُولُ اللَّهِ، ﷺ، بَيْنَ أَظْهُرِنَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَهُوَ يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ، وَمَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا. فَخَرَجْنَا لَا نَنْوِي إِلا الْحَجَّ حَتَّى أَتَيْنَا الْكَعْبَةَ٦، فَاسْتَلَمَ رَسُولُ اللَّهِ، ﷺ، الْحَجَرَ الأَسْوَدَ، ثُمَّ رَمَلَ٧ ثَلاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا. حَتَّى إِذَا فَرَغَ عَمَدَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ فَصَلَّى خَلْفَهُ رَكْعَتَيْنِ وَقَرَأَ: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيم مصلى﴾ . قَالَ جَعْفَرٌ: قَالَ أَبِي: فَقَرَأَ فِيهِمَا٨ بِالتَّوْحِيدِ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد﴾ و﴿قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ﴾ ثُمَّ اسْتَلَمَ الْحَجَرَ [الأَسْوَدَ] ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا فَقَالَ: "نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ" وَقَرَأَ: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِر الله﴾ . وَرَقَى عَلَى الصَّفَا حَتَّى إِذَا نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ كَبَّرَ ثُمَّ قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ [وَحْدَهُ] أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَصَدَقَ عَبْدَهُ وَغَلَبَ أَوْ قَالَ: هَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، [ثُمَّ دَعَا] ٩ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى هَذَا الْكَلامِ، ثمَّ
١ ذُو الحليفة: مِيقَات أهل الْمَدِينَة على بعد سِتَّة أَمْيَال مِنْهَا، وَفِيه يحرمُونَ بِالْحَجِّ أَو الْعمرَة أَو بهما مَعًا. وَاخْتلف الْعلمَاء هَل قرن الرَّسُول فِي إهلاله "إِحْرَامه" الْحَج بِالْعُمْرَةِ، أَو أهل الْحَج وَحده أَو بِالْعُمْرَةِ وَحدهَا ثمَّ جمع إِلَيْهَا الْحَج فِي مَكَّة، والأرجح أَنه قرنهما مَعًا.
٢ نفست: من النّفاس، إِذْ ولدت ابْنهَا مُحَمَّدًا.
٣ استثفرى: احتجزي أثر النّفاس وَالدَّم بِقِطْعَة من ثوب.
٤ أهلى: أحرمي، والإهلال: رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ.
٥ مد بَصرِي: مُنْتَهى بَصرِي.
٦ فِي ذَلِك مَا يدل على أَنه يَنْبَغِي للْحَاج أَن يدْخل مَكَّة وَيَطوف طواف الْقدوم قبل الْوُقُوف بِعَرَفَات.
٧ رمل: هرول. ثَلَاثًا: أَي ثَلَاث مَرَّات، والهرولة وَالْمَشْي جَمِيعًا من الْحجر الْأسود إِلَى الْحجر بِسُكُون الْجِيم أَو الرُّكْن الْيَمَانِيّ وَهُوَ طواف الْقدوم، وَهُوَ سَبْعَة أَشْوَاط. وَهُوَ تَحِيَّة الْبَيْت الْحَرَام.
٨ فيهمَا: أَي فِي الرَّكْعَتَيْنِ بِأم الْقُرْآن ثمَّ بالسورتين القصيرتين التاليتين، فِي كل رَكْعَة سُورَة.
٩ زِيَادَة من ابْن سيد النَّاس وَغَيره يدل عَلَيْهَا الْمقَام وَقَوله رَجَعَ إِلَى هَذَا الْكَلَام.
1 / 261