Las Perlas en la Condensación de las Campañas y Biografías

Ibn Abd al-Barr d. 463 AH
184

Las Perlas en la Condensación de las Campañas y Biografías

الدرر في اختصار المغازي والسير

Investigador

الدكتور شوقي ضيف

Editorial

دار المعارف

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٠٣ هـ

Ubicación del editor

القاهرة

رَسُولُ اللَّهِ ﷺ من بني قُرَيْظَة لَا يَخْتَلِفُونَ فِي ذَلِك، وَلم يدْرك غَزْوَة الْمُريْسِيع١ وَلَا حضرها. وَقدم رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْمَدِينَة، فَقدم عَلَيْهِ مقيس بْن صبَابَة مظْهرا لِلْإِسْلَامِ وطالبا لدين أَخِيه هِشَام بْن صبَابَة، فَأمر لَهُ ﵇ بِالدِّيَةِ، فَأَخذهَا، ثمَّ عدا على قَاتل أَخِيه، فَقتله، وفر إِلَى مَكَّة كَافِرًا، وَهُوَ أحد الَّذين أَمر رَسُول اللَّهِ ﷺ بِقَتْلِهِم فِي حِين دُخُول مَكَّة. ثمَّ بعث رَسُول اللَّه ﷺ -إِلَى بني المصطلق بعد إسْلَامهمْ بِأَكْثَرَ من عَاميْنِ الْوَلِيد بْن عقبَة بْن أبي معيط مُصدقا٢ لَهُم، فَخَرجُوا ليتلقوه، فَفَزعَ مِنْهُم، وَظن أَنهم يريدونه بِسوء، فَرجع عَنْهُم. وَأخْبر رَسُول اللَّه ﷺ أَنهم ارْتَدُّوا وَمنعُوا الزَّكَاة وهموا بقتْله. فَتكلم الْمُسلمُونَ فِي غزوهم، فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ قدم وافدهم مُنْكرا لرجوع مصدقهم عَنْهُم دون أَن يَأْخُذ صَدَقَاتهمْ [وَأَنَّهُمْ] إِنَّمَا خَرجُوا إِلَيْهِ مكرمين لَهُ، فأكذبه الْوَلِيد بْن عقبَة، فَأنْزل اللَّه ﷿: ﴿يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ﴾ يَعْنِي الْوَلِيد بْن عقبَة ﴿فَتَبَيَّنُوا أَن تصيبوا قوما بِجَهَالَة ...﴾ الْآيَة. عمْرَة ٣ الْحُدَيْبِيَة فَأَقَامَ رَسُول اللَّهِ ﷺ، بِالْمَدِينَةِ مُنْصَرفه من غَزْوَة بني المصطلق رَمَضَان٤ وشوالا، وَخرج فِي ذِي الْقعدَة٥ مُعْتَمِرًا، فاستنفر الْأَعْرَاب الَّذين حول الْمَدِينَة، فَأَبْطَأَ عَنهُ أَكْثَرهم. وَخرج رَسُول اللَّه ﷺ بِمن مَعَه من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَمن اتبعهُ من الْعَرَب،

١ هَذَا على قَول من قَالَ إِنَّهَا كَانَت بعد غَزْوَة بني قُرَيْظَة. أما من يَقُول كَابْن سعد أَنَّهَا كَانَت قبلهَا فَإِنَّهُ يسْقط عِنْده اعْتِرَاض ابْن عبد الْبر. ٢ مُصدقا: جَامعا لِلزَّكَاةِ. ٣ انْظُر فِي عمْرَة الْحُدَيْبِيَة ابْن هِشَام ٣/ ٣٢١ والواقدي ٣٨٣ وَابْن سعد ج٢ ق١ ص٦٩ وَالْبُخَارِيّ ٥/ ١٢١ وصحيح مُسلم بشرح النَّوَوِيّ ١٢/ ١٣٥ والطبري ٢/ ٦٢٠ وَابْن حزم ص٢٠٧ وَابْن سيد النَّاس ٢/ ١١٣ وَابْن كثير ٤/ ١٦٤ والنويري ١٧/ ٢١٧. وَالْحُدَيْبِيَة بِئْر سمي بهَا الْمَكَان وَقيل شَجَرَة حدباء سمي بهَا على التصغير، وَقيل: قَرْيَة قريبَة من مَكَّة. ٤ فِي الأَصْل: أَيْضا فِي شَوَّال: وَهُوَ تَصْحِيف من نَاسخ. ٥ عِنْد ابْن سعد: يَوْم الِاثْنَيْنِ لهِلَال ذِي الْقعدَة.

1 / 191