Las Perlas en la Condensación de las Campañas y Biografías
الدرر في اختصار المغازي والسير
Investigador
الدكتور شوقي ضيف
Editorial
دار المعارف
Número de edición
الثانية
Año de publicación
١٤٠٣ هـ
Ubicación del editor
القاهرة
الْآطَام لصياح امْرَأَته وأوقدوا النيرَان فِي كل جِهَة، فَلَمَّا يئسوا رجعُوا١. فَقَالَ أَصْحَاب ابْن عتِيك: كَيفَ لنا أَن نعلم أَن عَدو اللَّه قد مَاتَ؟ فَرجع أحدهم، فَدخل بَين النَّاس، فَسمع امْرَأَة ابْن أبي الْحقيق تَقول: وَالله لقد سَمِعت صَوت ابْن عتِيك، ثمَّ [أكذبت٢ نَفسِي] وَقلت: أَنى ابْن عتِيك بِهَذِهِ الْبِلَاد! قَالَ: ثمَّ إِنَّهَا نظرت فِي وَجهه، فَقَالَت: فاظ٣ وإله يهود.
قَالَ: فسررت، وانصرفت إِلَى أَصْحَابِي، فَأَخْبَرتهمْ بذلك.
فَرَجَعُوا إِلَى رَسُول اللَّهِ ﷺ، فأخبروه، وتداعوا٤ فِي قَتله، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "هاتوا أسيافكم" فأروه إِيَّاهَا، فَقَالَ ﵇ عَن سيف عَبْد اللَّهِ بْن أنيس: "هَذَا قَتله ٥، أرى فِيهِ أثر الطَّعَام". وَحَدِيث الْبَراء بْن عَازِب فِي قتل ابْن أبي الْحقيق بِخِلَاف هَذَا المساق، وَالْمعْنَى وَاحِد.
غَزْوَة بني لحيان٦
وَأقَام رَسُول اللَّه ﷺ بِالْمَدِينَةِ بعد فتح بني قُرَيْظَة بَقِيَّة ذِي الْحجَّة وَالْمحرم وصفرا وربيعا الأول وربيعا الآخر، وَخرج ﵇، فِي جُمَادَى٧ الأول فِي الشَّهْر السَّادِس من فتح بني قُرَيْظَة وَهُوَ الشَّهْر الثَّالِث من السّنة السَّادِسَة من الْهِجْرَة، قَاصِدا إِلَى بني لحيان٨، مطالبا بثأر عَاصِم بْن ثَابت وخبيب بْن عدي وأصحابهما المقتولين بالرجيع.
١ فِي ابْن سعد: أَنه خرج فِي أَثَرهم الْحَارِث أَبُو زَيْنَب فِي ثَلَاثَة آلَاف يطلبونهم بالنيران فَلم يروهم، فَرَجَعُوا، وَمكث الْقَوْم فِي مكانهم حَتَّى سكن الطّلب.
٢ زِيَادَة من ابْن هِشَام، وَهِي من حَدِيث امْرَأَة ابْن أبي الْحقيق.
٣ فاظ: مَاتَ.
٤ تداعوا: ادّعى كل مِنْهُم أَنه قَاتله.
٥ فِي النويري: عَن الْحَافِظ الدمياطي: فِي حَدِيث آخر أَن الَّذِي قَتله عبد الله بن عتِيك وَحده، وَهُوَ الصَّوَاب.
٦ انْظُر فِي غَزْوَة بني لحيان ابْن هِشَام ٣/ ٢٩٢ والواقدي ٣٧٤ وَابْن سعد ج٢ ق١ ص٥٦ والطبري ٢/ ٩٥٥ وَابْن حزم ص٢٠٠ وَابْن سيد النَّاس ٢/ ٨٣ وأنساب الْأَشْرَاف ١/ ١٦٧ وَابْن كثير ٤/ ٨١ والنويري ١٧/ ٢٠٠.
٧ فِي ابْن سعد: لغرة هِلَال شهر ربيع الأول سنة سِتّ. وَقد اسْتعْمل على الْمَدِينَة فِي هَذِه الْغَزْوَة ابْن أم مَكْتُوم.
٨ قَبيلَة هذلية: وَكَانَت هِيَ الَّتِي قتلت عَاصِمًا وَبَعض أَصْحَابه وأسرت البَاقِينَ كَمَا مر بِنَا فِي بعث الرجيع.
1 / 185