76

Durar Saniyya

الدرر السنية في الأجوبة النجدية

Investigador

عبد الرحمن بن محمد بن قاسم

Número de edición

السادسة، 1417هـ/1996م

Géneros

Fatwas

على حسب الاستطاعة، ولو بالقلب، والدعاء، وقد قال صلى الله عليه وسلم " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " 1. فإن رأيت عرض كلامي هذا على من ظننت أنه يقبله من إخواننا، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

ومن أعجب ما جرى، من بعض الرؤساء المخالفين، أني لما بينت لهم معنى كلام الله تعالى، وما ذكره أهل التفسير في قوله تعالى: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب} [سورة الإسراء آية: 57] . وقوله تعالى: {ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} [سورة يونس آية: 18] . وقوله: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} [سورة الزمر آية: 3] ، وما ذكره الله، من إقرار الكفار في قوله تعالى: {قل من يرزقكم من السماء والأرض} الآية [سورة يونس آية: 31] ، وغير ذلك، قالوا: القرآن لا يجوز العمل به لنا، ولا مثلنا، ولا بكلام الرسول، ولا بكلام المتقدمين، ولا نقبل إلا ما ذكره المتأخرون.

فقلت: أنا أخاصم الحنفي بكلام المتأخرين من الحنفية، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، كلا أخاصمه بكتب المتأخرين من علماء مذهبه، الذين يعتمد عليهم; فلما أبوا ذلك، نقلت لهم كلام العلماء من كل مذهب، وذكرت ما قالوا، بعدما حدثت الدعوة عند القبور، والنذر لها، فعرفوا ذلك، وتحققوه، ولم يزدهم إلا نفورا.

وأما التكفير: فأنا أكفر من عرف دين الرسول، ثم بعدما

Página 82