============================================================

حدود بضع وسبع مثة من سني الهجرة، فقتل ذلك الأمير، وأقيم بعده علاء الدين المذكور، فقوي وفتح كلبرجه من أيدي الكفار، وجعلها دار ملكه حتى مات. وقد استبد فيها بنفسه لضعف المملكة بدله، فقام من بعده ابنه محمد شاه بن علاء الدين بن حسن بهمن حتى مات، فقام بعده داود بن محمد شاه بن علاء الدين، ثم بعده محمود سليمان، وتلقب بمحمد شاه بن داود بن محمد شاه، فلما مات آقيم من بعده ابنان له صغيران، واحد بعد آخر، في مدة قليلة، فثار فيروز شاه بن آحمد بن علاء الدين بن حسن بهمن، وملك مدة سبع وعشرين سنة حتى ثار عليه الشلطان شهاب الدين أبو المغاري أحمد بن أحمد بن علاء الدين كما تقدم ذكره . ومات بعد أربع عشرة سنة، وولي بعده ابنه أحمد ظفر شاه، والله أعلم 196- أحمد بن مجمد بن عبدالله بن ابراهم بن عرب شاه، شهاب الدين الدمشقيي المغروف بالعجمي، الحنفي (1).

ولد بدمشق ليلة الجمعة خامس عشري ذي القعدة(2) الحرام سنة إحدى وتسعين وسبع مثة، ونشأ بها حتى قدم الأمير تيمورلنك دمشق سنة ثلاث وثماني مثة، فكان ممن أسر، وتقل مع التمرية إلى مدينة سمرقند، ثم خرج منها في سنة إحدى عشرة وجال ببلاد المشرق، وقدم دمشق سنة خمس وثلاثين وأقام بها وتكسب بتحمل الشهادة في حوانيت الشهود.

وقدم علينا القاهرة في سنة أربعين، وزارني مرارا عديدة، وأوقفني على كتاب سماه "أمور تيمور"(2) يتضمن مبدا آمر الآمير تيمورلنك ومنشاه وترقيه حتى تغلب على الممالك إلى أن هلك، فلخصته لأنه جعله مثثورا (1) ترجمته في: النجوم الزاهرة 549/15، والدليل الشافي ا/80، والضوء اللامع 126/1، ووجيز الكلام 652/2، والتبر المسبوك 335، ونظم العقيان 13، وشذرات الذهب 280/6، والبدر الطالع 109/1.

(2) في الضوء اللامع: "امنتصف ذي القعدة": (3) هو كتاب "عجائب المقدور في نوائب تيمور"، مطبوع مشهور 287

Página 287