150

وكان يحيى عليه السلام مشتغلا أكثر دهره في الجهاد، فكان لا يتمكن من إملاء مسألة إلا وهو على ظهر فرسه في أكثر دهره؛ فكان عليه السلام ابتدأ تأليف كتاب الأحكام في المدينة، وخرج منها وقد بلغ كتاب البيوع، ثم ما أتم الكتاب إلا أملاه على كاتب في مسيره وركوبه، حتى فرغ الكتاب غير مرتب ولا منسق، فرتبه بعد ذلك الحسن بن أبي حريصة.

وكان يحيى عليه السلام قد هم بالتفرغ لنشر العلم فحالت المنية بينه وبين ذلك فالله المستعان.

ذكر وفاته عليه السلام، وموضع قبره، وبركته

توفي عليه السلام بمدينة صعدة -حرسها الله تعالى- وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، توفي آخر سنة ثمان وتسعين ومائتين عشية الأحد لعشر بقين من ذي الحجة، وكان ظهوره سنة ثمانين، فكانت مدة خلافته ثمان عشرة سنة أقام منها بمدينة صعدة وأعمالها ست عشرة كما قدمنا، وكان عليه السلام قد اعتل علة شديدة، وقيل: كان سببها أنه سقي سما. والله أعلم.

Página 179