Lágrimas del Payaso: Colección de Cuentos Publicada por Primera Vez

Abd Ghaffar Makkawi d. 1434 AH
65

Lágrimas del Payaso: Colección de Cuentos Publicada por Primera Vez

دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة

Géneros

رد زاهر بسعادة غامرة: قل أرانب! كله من فضل الله، لا تنظر للبنزينة، عندي المضرب ومصنع الزيوت والصابون ومزرعة الدواجن وبساتين الموالح والتفاح وحظيرة المواشي، بفضل الله أساهم في أي مشروع.

قالت أنيسة: قل له يا زاهر بيه، إنه حزين على البيت والحديقة.

قال زاهر مستنكرا: عندنا بدل البيت ألف، يمكننا أن نفكر في مشروع مدرسة لغات على أحدث طراز ويشرف عليها بنفسه.

سأل محمود محذرا: ويدخلها الأيتام وأولاد الفقراء؟

قال زاهر وهو يغمض عينيه بخشوع: كلنا فقراء إلى الله يا محمود، كله من فضله وكرمه. كرر محمود مداعبا: والحديقة؟!

أكد زاهر وكأنه يحلف على المصحف: قلت لك من جنيه لمليون، إن شاء الله نعمل فيها مدينة دزني على قدنا والتذاكر بالشيء الفلاني. ثم استطرد بعد أن رأى محمود فاغرا فاه من الدهشة: ونعمل يا سيدي فيها ركنا للشعراء والعلماء من أمثالك، كله محسوب حسابه. أشارت أنيسة إلى زوجها من طرف خفي وهي تخبط على ساعة يدها. صافح محمود زميل الطفولة وهو يقول: لولا مرض نورة لقبلنا دعوتك، إن شاء الله تتعوض.

هتف زاهر بعد أن ثبت عينيه الكليلتين في زجاج السيارة وكأنه نسي أنه صافح نورة: ومعك العروسة ولا تقول. ثم وهو يمد يده من الزجاج المفتوح ويصافحها وهي منكمشة كالقطة الخائفة في ركن المقعد الخلفي: العريس عندي، آي والله، طارق آخر العنقود، ولد مودرن على كيفك، ويحافظ على الفرض أيضا ، إن شاء الله يتخصص في إدارة الأعمال وتكوني معنا على طول، هذه هي الطريقة الوحيدة ليتذكر أبوك أحبابه.

ضحك محمود وأنيسة واعتذرا آسفين عن عدم انتظارهما الواجب الذي ألح زاهر عليه، تصافح الجميع بحرارة، وقطع زاهر طقوس السلام والتوديع لحظات عندما رفع يديه ليتلو الشهادة ثم يمر بهما على وجنتيه مسبحا ومستغفرا بصوت عال، كانت هناك جنازة على الطريق إلى المقبرة، والنعش الذي يحمله على الأكتاف شابان نحيلان بقمصان بيضاء يظهر غطاؤه الأخضر وشال أخضر ملفوف حول العمود الخشبي البارز في مقدمته، وبعد أن مر موكب المعزين وفرغا من قراءة الفاتحة تصافحوا مرة أخرى، وانحنت أنيسة لتدخل من باب السيارة فسارع زاهر قائلا: لا تنسي يا مدام، فالنسيان والسرحان معروف عن محمود، فكريه أن زاهر أخوه وأنه دائما تحت أمره، مع السلامة، مع السلامة.

تمتم محمود بكلمات الشكر التي لم يستطع التلفظ بها بصوت مسموع، كانت الجنازة قد نبهته لنداء الواجب الذي كاد أن يسقط في بئر النسيان والكوابيس والمشروعات والأحزان الذي تعود ألا يخرج منه إلا ليقع فيه، وقبل أن يستقر أمام عجلة القيادة طفت فوق حافة البئر صورة وجه قديم فسأل صديقه وهو يفتح زجاج الباب الأمامي: سراج، هل تذكر سراج يا زاهر؟ صديقنا الذي كان يبلع الحبر باستمرار!

ضحك زاهر قائلا: عقبى لك يا حبيبي، هو الآن يبلع مال النبي!

Página desconocida