Dr. Ragheb El-Sergany's Lessons
دروس الدكتور راغب السرجاني
Géneros
ضوابط القراءة الصحيحة
وربنا ﷾ يضع لك ضابطين هامين للقراءة في هذه الآيات الخمس الأولى: يقول تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق:١]، فلا بد أن تكون القراءة باسم الله، فلا يجوز أن نقرأ ما يغضب الله ﷿، أو ما نهى الله ﷿ عن قراءته، إنما القراءة لله ﷿، وعلى منهج الله ﷿ لنفع الأرض والبشر، لخير الدنيا والآخرة، أما القراءة التافهة أو المنحرفة أو الضالة أو المضلة فهذه ليست القراءة التي أمر الله ﷿ بها.
الضابط الآخر: هو ألا تخرجك هذه القراءة أو هذا العلم المنقول عن التواضع، فلا تكن متكبرًا بالعلم الذي علمت، بل اعلم أن الله ﷿ كريم وهو الذي منّ عليك بالتعليم، يقول تعالى: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق:٣ - ٥]، فهذا المعنى يجب ألا يغيب أبدًا عن أذهان القارئين أو المتعلمين مهما وصلوا إلى أعلى درجات العلم في زمانهم، بل يعلموا دائمًا أن الله ﷿ هو الذي علمهم، ومنّ عليهم بالعلم، يقول تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾ [البقرة:٢٨٢].
إذًا: لا تتكبر بما تعرف على من لا يعرف.
5 / 4