Doroos Al-Sheikh Hassan Abu Al-Ashbal
دروس الشيخ حسن أبو الأشبال
Géneros
توجيه مقولة عمر ﵁ في الحكم بالنفاق على حاطب وغيره
السؤال
المشهور عن عمر بن الخطاب أنه قال لرسول الله ﷺ: (ائذن لي يا رسول الله أن أضرب عنق هذا المنافق) في بعض المواقف، وقد قال لي أخ كريم: إن عمر ﵁ كان مخطئًا في هذا الموقف.
هل هذا صحيح؟ نرجو التوضيح في هذا القول يرحمكم الله.
الجواب
على أية حال كان عمر بن الخطاب ﵁ معروفًا بقوته وشدته في الحق لا في غير ذلك كما يفهم كثير من الناس، ومن غيرته وحبه للنبي ﷺ كان يقول ذلك، كما كان الصحابة يحبونه ﷺ هذا الحب الجم، ففي غزوة أحد انكشف النبي ﷺ وانكشف القوم، فلما أشرف النبي ﷺ برأسه هكذا ينظر إلى القوم قال طلحة بن عبيد الله: لا تشرف يا رسول الله على القوم فيصيبك سهم من سهامهم.
نحري دون نحرك يا رسول الله! يعني: أفديك بدمي، ونفدي النبي ﷺ بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا ودمائنا، فـ عمر بن الخطاب يدخل من هذا الباب في حبه للنبي ﷺ واتباعه، وأن كل ما يؤذي النبي ﷺ يؤذي عمر بن الخطاب؛ ولذلك قال: دعني أضرب عنق هذا المنافق يا رسول الله.
فقد ثبت أن رجلًا جاء إلى النبي ﷺ وقال: (اعدل يا محمد، فإن هذه القسمة لم يقصد بها وجه الله، قال: ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟!) فلما سمع ذلك الإنكار عمر بن الخطاب من النبي ﷺ انتفض لذلك وظن أن النفاق قد لحقه وقال: دعني أضرب عنق هذا المنافق يا رسول الله.
فحجزه النبي ﷺ ودفعه عنه ونهاه.
وفي موقف حاطب بن أبي بلتعة لما أرسل الكتاب إلى قريش إنما كان ذلك لعلة كانت عند حاطب، ولا شك أن هذه الأفعال ليست من أفعال المسلمين، كما أن من يأتي فعلًا من أفعال المنافقين لا يلزم من فعله ذلك أن يكون منافقًا، كما أنه لا يلزم من إتيان عمل من أعمال الكافرين أن يكون صاحبه كافرًا، فهذا الكلام من عمر يتنزل هذا المنزل أن هذا العمل من أعمال المنافقين، ولكن الذي أتى به لم يكن منافقًا على الحقيقة، وإنما الفعل نفسه من أفعال المنافقين.
والله تعالى أعلم.
3 / 12