443

Don't Be Sad

لا تحزن

Editorial

مكتبة العبيكان

Géneros

ربَّ العزِة، تدعو الإله الذي يعطي ويمنحُ ويلطفُ ويُغيثُ، فقال سليمان: أيُّها الناسُ، عودُوا فقد كُفيتُم بدعاءِ غيرِكم.
فأخذ الغيثُ ينهمرُ بدعاءِ تلك النملةِ، النملةِ التي فهِم كلامها سليمانُ ﵇، وهو يزجفُ بجيشه الجرَّار، فتعظُ أخواتها في عالم النملِ: ﴿قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٨﴾ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا﴾ . في كثير من الأحيان يأتي لطفُ البري ﷾ بسبب هذه العجماواتِ.
وقد ذكر أبو يعلى في قدسي أن الله يقولُ: «وعِزَّتي وجلالي، لولا شيوخٌ رُكَّعٌ، وأطفال رُضَّعٌ، وبهائمُ رُتَّعٌ، لمنعتُ عنكم قطْرَ السماءِ» .
وإنْ منْ شيء إلا يسبِّحُ بحمدِ ربِّه
إنَّ الهدد في عالمِ الطيورِ عرف ربَّهُ، وأذعنّ لمولاهُ، وأخبت لخالقِه.
ذهب الهدهدُ، وكانت تلك القصةُ الطويلةُ، وانتهتْ إلى تلك النتائجِ التاريخيةِ، وكان سببها هذا الطائرُ الذي عَرَفَ ربَّه، حتى قال بعضُ العلماءِ: عجيبٌ! الهدد أذكى من فرعون، فرعونُ كَفَرَ في الرخاءِ فما نفعه إيمانُه في الشِّدَّة، والهدهدُ آمن بربِّه في الرخاءِ، فنفعه إيمانُه في الشّدةِ.
الهدهدُ قال: ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ

1 / 470