في بعض رقبتها فقلت: لعلها
ويقولون: إن أبا السائب المخزومي نزل بعروة بن عبيد الله، فقال له: ألك حاجة؟ قال نعم، أبيات لعروة بن أذينة، بلغني أنك سمعته ينشدها، فأنشده الأبيات، فلما بلغ قوله:
فدنا وقال: لعلها معذورة
في بعض رقبتها فقلت: لعلها
طرب وقال: هذا والله الدائم الصبابة، الصادق العهد، لا الذي يقول:
إن كان أهلك يمنعونك رغبة
عني، فأهلي بي أضن وأرغب
لقد عدا هذا الأعرابي طوره! وإني لأرجو أن يغفر لصاحب هذه الأبيات لحسن الظن بها، وطلب العذر لها، ثم عرض عروة الطعام فقال: لا والله، ما كنت لأخلط بهذه الأبيات طعاما حتى الليل!
إن الأديب وحده هو الذي يفهم الشعور الذي ملك على المخزومي نواحي نفسه، واللذة الفنية التي لم يرد أن يفسدها بطعام طول يومه.
ثم انظر إلى قول سعد بن ناشب وكان من مردة العرب، وشياطين الإنس، تجد فخامة وجزالة وبطولة لا يصورها إلا الشعر، ولا يدركها إلا ذوق الشاعر:
Página desconocida