79

Diwan al-Hudhaliyyin

ديوان الهذليين

Editorial

الدار القومية للطباعة والنشر

Ubicación del editor

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Géneros

ويُروَى: "زَجَرْتَ لها طيرَ السَّماءِ". وبعض (١) العرب يتشاءمُ بالسَّنِيح. قولهُ: "فإنْ تُصِبْ هَواكَ الّذى تَهْوَى" يعنى الطيرَ الَّذى زَجَرَه، يقال: فلانٌ هَوَى فلانةَ وفلانةُ هوَى فلانٍ، فأراد هاهنا نفسَها. وقد طُفْتُ مِنْ أَحْوالِها وأَرَدْتُها ... سِنينَ فأَخْشَى بَعْلَها أو أَهابُها (٢) أراد: طُفْتُ أَحْوالهَا، ثُمَّ أفْحَمَ "مِنْ"؛ يقال: هو مِنْ تحْته (٣) وهو تَحته. يَخْشَى بعلَها يتّهِمه بها. أو يَهابُها: يَستْحِي منها منها أن يواجِهَها. وقولهُ: "منْ أَحوالها" وهو جَمْعُ حَوْل، فأراد: طُفْتُ حولها (٤). ثلاثةَ أَعْوامٍ (٥) فلمّا تَجَرَّمتْ ... علينا بِهُونٍ واستَحارَ شَبابها فلما تَجَرَّمتْ: تَكَمّلتْ هذه الأعوامُ علينا. بهُونٍ: ونحن في هَوانٍ. واستَحار شبابُها: يريد حين شَبَّتْ واجتَمَع شَبابهُا وتردَّد فيها كما يتحير الماء. عَصيانِي (٦) إليها القَلبُ إنِّي لِأمْرِه ... سَميعٌ فما أَدرِي أَرُشدٌ طِلابُها؟ قولهُ: "عَصاني إليها" أي خَطَر (٧) أي خَطرَ (٧) إليها قلبِي وذَهَب إليها، فما أَدْرِي أَرُشْدٌ الّذي وَقَعتُ فيه أم غيٌّ.

(١) ذكر ابن بري أن العرب تختلف في العيافة، يعني التيمن بالسانح والتشاؤم بالبارح، فأهل نجد يتيمنون بالسانح، والحجازيون يتشاءمون به. قال: وهذا هو الأصل. ثم قد يستعمل النجدى لغة الحجازى. (٢) يقول: إنه يطوف حولها ولا يواصلها خشية بعلها أن يتهمه بها أو حياء منها. (٣) في الأصل هكذا: "هو من محبه وهو محبه"؛ وهو تحريف. (٤) في الأصل: "أحوالها" والألفان زيادة فيه. (٥) في رواية: "أحوال"؛ ومؤدّى الروايتين واحد. (٦) رواه أبو عمرو "دعاني" مكان قوله: "عصاني". وروى الأصمعى: "مطيع" مكان قوله: "سميع". (٧) عبارة الأصمعى في تفسير قوله: "عصانى إليها القلب": جعل لا يقبل مني، أي ذهب إليها قلبي سفها؛ وهي أوضح في معنى العصيان من عبارة الشارح هنا.

1 / 71