Diwan al-Hudhaliyyin
ديوان الهذليين
Editorial
الدار القومية للطباعة والنشر
Ubicación del editor
القاهرة - جمهورية مصر العربية
Géneros
يقول: في الزمن الشديد الذي لا تَدُرّ فيه العُشَراء؛ وذلك أن العُشراء حديثةُ النّتاج، والعُشَراء أيضًا التي لحملِها عشرة أشهر؛ فإذا وضعتْ بقي هذا الاسمُ عليها.
لَأنْبِئْتِ أنّا نَجْتَدِي الفَضْلَ إنما ... يُكَلَّفُه من النّفوس خِيارُها (١)
نَجْتدى: نطْلُب. يقول: من كانت له نفسٌ خيّرةٌ تكلَّف الفَضْلَ.
لنا صِرَمٌ يُنحَرْنَ في كلّ شَتْوةٍ ... إِذا ما سماءُ الناس قَلَّ قطارُها (٢)
صِرَمٌ: قِطعُ إبلٍ، الواحدة صِرْمة، وهي ما بين العَشْر إلى العشرين.
وسُودٌ من الصِّيدان فيها مَذانْبٌ ... نُضارٌ إِذا لم نَستفِدْها نُعارُها (٣)
الصِّيدان: قُدورٌ. فيها مَذانِب: مَغارِف. ونُضارٌ: من شَجر النُّضار.
لهنَّ نَشِيجٌ بالنَّشِيلِ كأنّهما ... ضرائرُ حِرْمِيّ تَفاحَشَ غارُها (٤)
_________
(١) في رواية: "الحمد" مكان "الفضل". وفي رواية: "لأخبرت أنا نشتري الحمد إنما". ومعنى اجتداء الفضل أو الحمد هنا أنهم يجودون إذا أمحل الناس فيكتسبون حمدهم.
(٢) القطار: الأمطار، الواحد قطر.
(٣) روى قوله: "الصيدان" بكسر الصاد وفتحها، فمن كسرها أراد جمع صاد، أي نحاس. يريد أن لهم قدورا من النحاس؛ ومن فتح الصاد أراد حجرا أبيض تعمل منه البرام؛ فهذه القدور منه. والنضار: ما طال من شجر الأثل واستقامت غضونه. وقيل: ما نبت منه في الجبل، وهو أفضله. ذكر ما لدى قومه من أدوات الإطعام والجود، وهي قدور النحاس ومغارف متخذة من النضار. ثم ذكر أنهم إذا لم يشتروها أخذوها من غيرهم عارية. وروى: "مذانب النضار" بالإضافة.
(٤) استعمال النشيج في الغليان هنا على سبيل المجاز. والنشيج في الأصل مثل بكاء الصبي إذا لم يخرج بكاءه وردّده في صدره. والنسبة في قوله: "حرميّ" إلى أهل الحرم، جارية على غير قياس. يقول: إن غليان تلك القدور بما فيها من اللحم كغليان الضرائر بالغيرة الفاحشة.
1 / 27