Diwan al-Hudhaliyyin
ديوان الهذليين
Editorial
الدار القومية للطباعة والنشر
Ubicación del editor
القاهرة - جمهورية مصر العربية
Géneros
بَدَرْتَ إلى أولاهُمُ فَسَبقتَهُمْ * وشايَحْتَ قَبْلَ اليوم إنّكَ شِيحُ (١)
يقول: سَبَقتَ الأَصحابَ إلي أُولَى العَدُوّ. وشايَحْتَ: حَمَلْتَ؛ والمُشايَحَة في كلام هُذَيل: الجِدُّ والحَمْل، وفي كلام النّاس: المحاذَرة والشَّفَق.
فإِن تُمسِ في رَمسٍ (بَرهَوةَ) (٢) ثاوِيًا ... أنِيسُكَ أَضداءُ القُبورِ تَصيحُ
رهْوَة: أرضٌ. يقول: ليس لك أنيسٌ بها إلا الهامُ (٣) الّتي في القبور. والصَّدَى: طائرٌ، والجميعُ الأَصْداء.
على الكُرهِ مِنِّي ما أُكَفكِف عَبْرَةً ... ولكن أُخَلِّى سَرْبَها فتَسِيحُ (٤)
أي ما أَرُدُّ عَبْرةً.
فما لَك جِيرانٌ ومَا لَكَ ناصرٌ ... ولا لَطَفٌ يِبْكِي عليكَ نَصيحُ
لطفٌ يَبْكِى عليكَ، كقولك: لي فيهم وُدٌّ (٥). نَصِيح: ذَوِ نُصْح.
ولو مارَسُوُه ساعَةً إِنّ قِرنَه ... إذا خامَ أخْدانُ الرِّجالِ يَطيحُ
(١) في رواية "إلى أخراهم فوزعتهم". وفي رواية:
رددت إلى أولاهم فشفيتهم ... وشايحت قبل الموت إنك شيح
(٢) قال في اللسان: رهوة، عقبة بمكان معررف وفي معجم البلدان أنها طريق بالطائف. وقيل فيها غير ذلك.
(٣) الهمام جمع هامة؛ وكانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لم يدرك بثأره تصير هامة فتصيح على قبره تقول: "اسقوني اسقونى"، فإذا أدرك بثأره طارت.
(٤) السراب في هذا البيت: الطريق.
(٥) يشير إلى أن هذا وصف بالمصدر، أي ذو لطف وذو ودّ.
1 / 116