Diwan al-Hudhaliyyin
ديوان الهذليين
Editorial
الدار القومية للطباعة والنشر
Ubicación del editor
القاهرة - جمهورية مصر العربية
Géneros
بطريقٍ (١) آخَر، فهذا أَشَدُّ لالتِباسِه وأنكَرُ له، ومِثْلهُ: "مُواجِهٌ أَشْباهَهُ بالأَسنه (٢) " والمَطارِب: الطُّرُق، والواحدةُ مَطْرِبة. وذَكَر أبو سعيد أنّ أعرابيًا ذَكر قوما قال: لُصوصُ خِفْيَة ماَ تَرَكُوا زَقَبا إلا سربوا (٣) فيه. يقول: ما تَرَكوا سَرَبا (٣) خَفيًا إلاَّ سَربوا (٣) فيه. والزَّقَب: الضّيّقة. وقولُه: مِثْلِ فَرْقِ الرَّأْسِ، أراد أنّه ضيّق شديد الضِّيق، يبدو مرّةً ويَخْفَى أخرى.
يَجْري بَجوَّتِه مَوجُ السَّرابِ كأنْـ ... ـضاحِ الخُزاعِيِّ حازَت رَنْقَة الرِّيحُ (٤)
جوّتُه: ساحَتُه. والأَنْضاح: الحِياضُ العِظام، واحدها نَضَحٌ (٥). وقولهُ: "حازَتْ رَنْقَه الرِّيح" يقول: ذَهَبَتْ بما عليه مِن الغُبار والتراب والرِّيش.
والرَّنْق: الكَدَر، يقال: رَنَقٌ ورَنْق. حازَتْ: جَمَعَتْ؛ ومنه حازَ الشيءَ: إذا جَمَعه. وإنما أراد أنّ هذا السَّراب يجرِى صافيا مِثلَ الماءِ ليس فيه شيءٌ يكدِّره. والخُزاعيّ. رَجُلٌ معلوم.
مُسْتَوْقِدٌ في حَصاهُ الشمسُ تَصْهَرُه ... كأنّه عَجَمٌ بالكَفِّ مَرْضوحُ (٦)
تَصْهَرُه، أي تُوقِدُه وتُذِيبه، ويقال: صهَرَتْه الشمس إذا اشتدّ وقوعُها عليه وصَمَحَتْه وصقَرَتْه واحد. والصُّهارة: الشيءُ المُذاب.
(١) كان الأولى أن يقول: "بطرق أخرى" ليوافق قوله في البيت: "مطارب".
(٢) لم نتبين معنى هذه الكلمة.
(٣) وردت هذه الألفظ الثلاثة التي تحت هذا الرقم في الأصل بالشين المعجمة؛ وهو تصحيف.
(٤) يصف الطريق بأنّ السراب يجرى فيه صافيا كماء الحياض التي نفت الريح عنها الكدر والقذى.
(٥) والنضيح أيضًا بمعنى النضح.
(٦) في رواية "بالبيد". مكان قوله: "بالكف". يصف ذلك الطريق بشدّة حرارة الشمس عليه وأنها تصهر ما فيه من حصى صغير كأنه النوى المدقوق.
1 / 111