البحر : - 1
قولا له هل دار في حوبائه
أن القلوب تحوم حول خبائه
2
رئم إذا رفعالستائر بيننا
أعشاني اللألاء دون روائه
3
نم الضياء عليه في غسق الدجى
حتى كأن الحسن من رقبائه
4
أهدى لنا في النوم نجدا كله
ببدوره وغصونه وظبائه
5
وسفرن في جنح الدجى فتشابهت
في الليل أنجم أرضه وسمائه
6
وجلا جبينا واضحا كالبدر في
تدويره وبعاده وضيائه
7
حتى إذا حط الصباح لثامه
ومضى الظلام يجر فضل ردائه
8
و الزهر كالحدق النواعس خامرت
نوما وما بلغت إلى استقصائه
9
حيا بكأس رضابه فرددتها
نفسي فداء رضابه وإبائه
10
Página 1
ورأى فتى لم يبق غير غرامه
وكلامه وعظامه وذمائه
11
قلبي فداؤك وهو قلب لم يزل
يذكي شهاب الشوق في أثنائه
12
جاورته شر الجوار وزرته
لما حللت فناءه بفنائه
13
احرق سوى قلبي ودعه فإنني
أخشى عليك وأنت في سوادئه
14
فمتى أجازي من هويت بهجره
وصدوده والقلب من شفعائه
15
ما أبصرت عيناي شيئا مونقا
إلا ووجهك قائم بإزائه
16
إني لأعجب من جبينك كيف لا
يطفي لهيب الوجنتين بمائه
17
لا يطمعنك نور كوكب عامر
فوراء قرب سناه بعد سنائه
18
حتى سيوف رجاله وهي القضا
أشوى جراحا من عيون نسائه
19
لله عزم من وراء تهامة
نادى فثرت ملبيا لندائه
20
حتى ظفرت من المظفر بالمنى
عفوا وتهت على الزمان التائه
21
Página 2
بمهذب لولا صفيحة وجهه
لجرى على الخدين ماء حيائه
22
لا خلق أعظم منه عندي منة
إلا زمان جاد لي بلقائه
23
ينبيك رونق وجهه عن بشره
و السيف يعرف عتقه من مائه
24
سمح الخليقة والخلائق وجهه
بشر يبشر وفده بعطائه
25
زان الرئاسة وهي زين للورى
فازداد رونق وجهها بعلائه
26
كالدر يحسن وحده وبهاؤه
في لبة الحسناء ضعف بهائه
27
ما زال يطرد ماله بنواله
حتى حسبنا المال من أعدائه
28
يبني مآثره ويهدم ماله
و المجد ثالث هدمه وبنائه
29
وترى العلاء يحفه بيمينه
وشماله وأمامه وورائه
30
Página 3
وترى له حلما أصم ونائلا
ندسا يجيب الوعد قبل دعائه
31
من للكرام بأن ترى أبواعهم
كذراعه ومديحهم كهجائه
32
هيهات يشركه الورى في مجده
أبدا وإن شركوه في أسمائه
33
حلو الثناء ممدح يلهيك عن
حسن الثنايا الغر حسن ثنائه
34
نطق العداة بفضله لظهوره
كرها وقد حرصوا على إخفائه
35
لما تزايد في العلو تواضعا
لله زاد الله في إعلائه
36
يسقي الفتى الصادي إلى معروفه
بالري ماء حبابه وحبائه
37
إن حل حل الجود في أفنائه
أو سار سار النصر تحت لوائه
38
بعساكر من جنده وعساكر
من بأسه وعساكر من رايه
39
يخفي النوال بجهده فيذيعه
وإماتة المعروف من إحيائه
40
سلبت خلائقه الرياض أريجها
والماء طيب مذاقه وصفائه
41
Página 4
أعدى أنابيب اليراع بفهمه
ونفاذه فمضين مثل مضائه
42
إن المخالب في يدي ليث الشرى
تمضي وتنبو في يمين سوائه
43
يرضي الكتيبة والكتابة والندى
بفعاله ومقاله وسخائه
44
يجلو الخطابة والخطوب بكفه
قلم يرجى الرزق في أثنائه
45
وكتيبة قرأت كتابا منك فان
فضت كما فضت ختام سحائه
46
لما تأمل ما حواه كميها
رقصت بنات الرعب في أحشائه
47
وكأن أسطره خميس عرمرم
وهلال رايته استدارة رائه
48
كذب المبخل للزمان وأنت من
جدوى أنامله ومن إهدائه
49
زان البلاد وأهلها بك فاستوى ال
أموات والأحياء في آلائه
50
أم الزمان وإن أساء ملامتي
أألوم دهرا أنت من أبنائه
البحر : - 1
Página 5
لأبي العلاء فواضل مشهورة
حلت محل الفرقدين علاء
2
فلذاك قدمه الأمير على الألى
كانوا له لولا الإله رعاء
3
جزل المواهب والمراتب قد حوى
جودا ورأيا باقيا وعناء
4
يا من إذا ذكر الكرام فإنه
فيها المقدم نجدة وعطاء
5
وإذا الأماكن أظلمت أقطارها
بالبخل كان لمعتفيه ضياء
6
إني دعوتك للنوائب دعوة
لما رأيتك للأنام نجاء
7
وإذا الزمان نبا بحر نبوة
قصد الأكارم غدوة وعشاء
8
Página 6
ولقد ظننت بك الجميل فكن كما
أملت تغنم مدحة وثناء
البحر : - 1
فؤادي الفداء لها من قبب
طواف على الآل مثل الحبب
2
يعمن من الآل في لجة
إذا ما علا الشخص فيها رسب
3
تولين عني وولى الشباب
ولم أقض من حقه ما وجب
4
لولا التقى لبردت الغليل
بماء الرضاب وماء الشنب
5
وأدركت من عيشتي نهبة
فلم أجد العيش إلا نهب
6
أعنى ولي عند داعي الهوى
دموع تجيب وقلب يجب
7
ولي نفس عند تذكاره
يقوم عوج الضلوع الحدب
8
أيا من ليل ضعيف الهرب
حرون وصبح بطيء الطلب
9
كأن على الجو فضفاضة
مساميرها فضة أو ذهب
10
كأن كواكبه أعين
تراعي سنا الفجر أو ترتقب
11
Página 7
فلما بدا طفقت هيبة
تستر أحداقها بالهدب
12
وشقت غلائل ضوء الصبا
ح فلا هو باد ولا محتجب
13
وميثاء خيم وسميها
وألقى على كل أفق طنب
14
ولما بدا نبتها بارضا
شكيرا تراه كمثل الزغب
15
تخطاه واسترضع المعصرات
له من غوادي الولي الهدب
16
فأصبح أحوى كحو اللثات
عليه من النور ثغر شنب
17
فمن شامه قال ماء يرف
ومن شمه قال مسك يشب
18
أنخنا به ونسيم الصبا
يناغي ذوائبنا والعذب
19
وألقت ثغور الأقاحي اللثام
وشقت خدود الشقيق النقب
20
وبتنا ترشف أنضاؤنا
رضاب ثنايا أقاح عجب
21
Página 8
بقلبي من كل أكرومة
شجون ومن كل مجد شعب
22
ولا بد في المجد من غربة
تباعد في الأرض أو تقترب
23
أحاول أبعد غاياته
بكل بعيد الرضى والغضب
24
بأسد شرى فوق أكتافها
من السمهرية غاب أشب
25
إذا طاردوا خاطروا بالرما
حوإن نازلوا خاطروا بالقضب
26
ببيض ترقرق ماء الفرن
د فيهن بين سواقي الشطب
27
بخوص الرماح وكم قد وصلت
بما لا أحب إلى ما أحب
28
إذ الطعن في ضربات السيو
ف مثل الخنادق فيها القلب
29
ولون الأسنة مما خضبن
كلون الدخان عليه اللهب
30
ألا هل لنيل المنى غاية
فإنا إلى غير قصد نخب
31
Página 9
عسى الله يظفرنا بالتي
يحاول ذو أرب أو حسب
32
ويسعدناباعتمار الوزير
كما أسعد الله جد الأدب
33
فتى يقع المدح من دونه
وإن قيل جاوز حد الكذب
34
ويقصر عنه رداء الثناء
ولو يرتديه سواه انسحب
35
معين الندى ماء معروفه
يجم إذا ماء عرف نضب
36
بعيد المدى أبدا يبتغي
من النفع والضر أعلى الرتب
37
صريح المقال صريح الفعال
صريح النوال صريحث النسب
38
صفات يدور عليها المديح
مدار الكواكب حول القطب
39
دعوناه بالجود من بعد ما
بلوناه في كل بدء وغب
40
فقد يمنح القذ من لا يشح
وقد يهب البدر من لا يهب
41
Página 10
وليس الكريم الذي يبتدي
بنعماه لكنه من يرب
42
فتى يفعل المكرمات الجسام
ويسترهن كستر الريب
43
توسط مجد بني المغربي
كما وسط القلب بين الحجب
44
هم أورثوا الفضل أبناءهم
وغابوا وفضلهم لم يغب
45
كذا الشمس تغشي البلاد الضياء
فإن غربت أودعته الشهب
46
ملوا بالنوال أكف الرجال
وبالمأثرات بطون الكتب
47
أبا قاسم حزت صفو الكلام
وغادرت ما بعده للعرب
48
فليس كلامك إلا النجوم
علوت فناثرتها من كثب
49
رأيت الفصاحة حيث الندى
وهل ينظم الروض إلا السحب
50
وقد شرف الغيث إذ بينه
وبين بنانك أدنى نسب
51
Página 11
وأرعن أخرس من كثرة ال
لغات بأرجائه واللجب
52
يلاقي النجوم بأمثالها
من البيض من فوقه واليلب
53
إذا واجه الشمس رد الشعاع
وإن واجه الريح سد المهب
54
ثنيت بأرقش ذي ريقة
تجلى الخطوب به والخطب
55
يبين له القلب عما أجن
ويسعده الدهر فيما أحب
56
أشد مضاء من المرهفات
إذا حلها أجل مقترب
57
إذا ما جعلت له لهذما
من النقس طال الرماح السلب
58
وطالت به مفخرا أنها
وإياه في الأصل بعض القصب
59
تقلم أقلامك الحادثا
ت قسرا وتهتم ناب النوب
60
فمن مبلغ مصرا قولا يعم
ويختص بالملك المعتصب
61
Página 12
لقد كنت في تاجه درة
فعوض موضعها المخشلب
62
إذا سد موضعها لم يسد
وإن ناب عن فعلها لم ينب
63
إذا اغترب الليث عن خدره
غدا الشاء يرتع فيه العشب
64
أتيتك ممتدحا للعلاء
ولم آت ممتدحا للنشب
65
ولو شئت أدركت أن الجوا
د في السلم غير منيع السلب
66
وقد كنت أثني عنان المديح
عن الناس أجذبه ما انجذب
67
Página 13
أأعطي المهند منلا يميز
بين الفرند وبين الخشب
البحر : - 1
الحلم أولى بمن شابت ذوائبه
والحمد أحرى بمن دامت تجاربه
2
والمرء من لم يضق ذرعا بنائبة
ولا يرى الهول إلا وهو راكبه
3
أبا العلاء الذي جلت مآيبه
من قبل قصدي له درت سحائبه
4
لولا المطهر ما تهدي أنامله
إلى العفاة لعاف الشعر صاحبه
5
يجود عودا وبدءا قبل تسأله
فإن سألت فنل ما أنت طالبه
6
إن أخلف المزن لم تخلف أنامله
أو أمسك الغيث لم تمسك مواهبه
7
مبارك الوجه ميمون النقيبة
وهاب الرغيبة معدوم ضرائبه
8
يريك فيبدءات الرأي أحسن ما
تأتي به بعد أحوال عواقبه
9
يا كاتبا جرت الأقدار حين جرت
أقلامه في الورى شاعت مناقبه
10
Página 14
قضت على المال للعافي أنامله
كما قضت في أعاديه قواضبه
11
وواجدا طرقا للحمد واصفه
وعادما طرقات الذم عائبه
12
Página 15
لا يغفل الخير ما لاقيت غرته
بحيث حل ولا تدجوغياهبه
البحر : - 1
إن الحمول غداة غربة غرب
ولت بأحسن سافر ومنقب
2
فخلست منها لحظة فكأنني
أبصرت لمعة كوكب متصوب
3
ولحظنني فكأنما انفجرت لنا
تلك البراقع عن جآذر ربرب
4
ونثرن من صدف الجفون لبيننا
درين بين مضرس ومحبب
5
دانين غزلان الصريمة فالتقى
في الروض غير مربرب بمربرب
6
وإذا ارتقين إلى عوارض تلعة
بسمت بدر من أقاح أشنب
7
ولثمن نوار الأقاحي غدوة
بألذ في الأفواه منه وأعذب
8
والطل يجري كل مقلة نرجس
من فوق خد شقائق لك معجب
9
أبصرت ملعبها القديم فدلني
نشرث العبير الورد نحو الملعب
10
Página 16
فوقفت فيها ذا لسان أعجم
عن ذكر ما ألقى ودمع معرب
11
أبكي ويبكي من يعنف في الهوى
حتى أؤنب في البكاء مؤنبي
12
ودموعنا صنفان صنف ساكب
يجري وآخر حائر لم يكسب
13
عذب المطال لأنه من عندها
ولو انه من غيرها لم يعذب
14
إن يحظني كلف به فإلى جوى
أو يحظها بين فنحو تجنب
15
إن الحجاز على تنائي أهله
ناهيك من بلد إلي محبب
16
فسقاه منهمر السحاب كأنه
يد جعفربن محمد بن المغربي
17
فرد يرد شعاع طرفك ضوؤه
فيظل محتجبا وإن لم يحجب
18
هو نهبة للمعتفين فإن بدا
لك ماله وأطقت نهبا فانهب
19
سمح الخلائق والطرائق حظه
مما حواه دون حظ الأجنبي
20
Página 17
بالجود من فضل لديك مشرق
أبدا ومال في البلاد مغرب
21
لهج اللسان لزائريه بمرحب
إن الندى عنوانه في مرحب
22
قد أخصبت هممي به ولربما
أنزلت طارقها بواد مجدب
23
غربت خلائقه وأغرب واصف
فيه فأغرب مغرب في مغرب
24
فكأنه في كل معركة له
ليث بدا في فعله المتغضب
25
طابت محامده فطاب وإنما
تزهى العلى بالطيب ابن الطيب
26
ليس الدخيل إلى العلى كمعرق
ورث العلى بأب كريم عن أب
27
يفتض أبكار المعاني قائلا
أو كاتبا ويديم هجر الثيب
28
متيقظ أخثى عليه إذا ارتأى
من رأيه المتوقد المتلهب
29
لما كملت نطقت فيك بمنطق
حق فلم آثم ولم أتحوب
30
حتى لو ان الدهر ظل مصادمي
لهددت منكبه الشديد بمنكبي
31
Página 18
في كفه قلم ينوب بحده
عن حد كل مثقف ومشطب
32
قلم أقام ولفظه متداول
ما بين مشرق شمسها والمغرب
33
ويفض ختم كتابه عن كتبه
كالدر إلا أنه لم يثقب
34
لله آل المغربي فإنهم
كنز الفقير ونجعة المتأدب
35
وإليهم لو أنصف الناس انتهت
شعب الفصاحة وابتدت في يعرب
36
أهل الفصاحة والصباحة والرجا
حة والسماحة والكلام المعرب
37
شهروا بفضلهم وهل يخفى على
ذي ناظر شية الصباح الأشهب
38
لو يسترون نفوسهم قال الندى
لشواهد العلياء قومي فاخطبي
39
قوم لهم صدر الدسوت إذا هم
جلسوا وإن ركبوا فصدر الموكب
40
لم تخل أرض منهم من صيب
وسماء مجد منهم من كوكب
41
Página 19
ومهذبون مهذبون ولن ترى
في النائبات مهذبا كمهذب
42
كهف اللهيف وروض مرتاد الندى
وغنى الفقير وأوبة المتغرب
43
وأبو عبيد الله درة تاجهم
وسواد ناظرهم وقلب المقنب
44
ولو ان إنسانا من الناس ادعى
لهم الفضائل كلها لم يكذب
45
هم حلة المجد القديم وجعفر
ما بينهم مثل الطراز المذهب
46
يا طالب الرزق الجليل ومن غدا
في الناس راجي الفضل من متطلب
47
لا تطلبن الرزق إلا منهم
فإن استربت بما أقول فجرب
48
كيف التأخر عنهم ولقاؤهم
من بعد تقوى الله أنجح مطلب
البحر : - 1
Página 20