محرق الأنفاس تسري به ... ظنونه حول الدجى اعابر
***
والليل وادي الحب تنثال من ... سكونه الذكرى على الساهر
وتلتقي الأشجان في جوه ... مواكبا في موكب سادر
تمر بالأشواق أطيافه ... كما تمر الغيد ... بالعاهر
وتستثير النائمين الرؤى ... وتضحك الأوهام للسامر
كم شاق هذا الليل خلا إلى ... خل ومطواعا إلى نافر
وجالت الأحلام فيه كما ... يجول سر الحب في الخاطر
وضم مشتاق مشوقا به ... وحن ملهوف إلى زائر
***
سل الدجى عن طيف " ليلى " وكم ... حياه " مجنون بني عامر "
وسله عن أخبار أهل الهوى ... من أبعد الماضي إلى الحاضر
فإنه رحالة الدهر ... كم ... سرى الهوى في ركبه السائر
مسافر بسري ويطوي السرى ... على جناح الفلك الدائر
رحالة الأزمان يزجي إلى ... مستقبل الدهر صدى الغابر
***
كم في حنايا الليل سر وما ... أكتمه للسر ... والظاهر !
ينساق في الصمت وفي صمته ... حنين مهجور إلى هاجر
وشوق مفتون إلى فتنه ... ووجد مسحور إلى ساحر
وحقد مظلوم على ظالم ... وضغن مأسور على آسر
***
يا أخت : هل ألقى إليك الدجى ... أشواق قلب بالشقا زاخر ؟
يستولد الأمال لكن كما ... يستولد العنين من عاقر
***
يا ربة الحسن هنا نغرم ... يصغي لنجوى طيفك العاطر
معذب تاريخه قصة ... حيرى كقلب التاجر الخاسر
رقي عليه إنه كله ... قلب شجي الشعر والشاعر
شاعر الكأس والرشيد
لو تسامت عقولنا عن هوانا ... لهدينا وقدنا الزمانا
ولسرنا وخطونا يلد الفجر ... المغني ... وينبت الريحانا
لو تلظت قلوبنا بسنى الحب ... لما عانت العيون الدخانا
لو كبحنا غرورنا لملأنا ... من عطايا الوجود وسع منانا
فعطايا الحياة أوسع من ... آمال أبنائها وأسخى حنانا
لو ملكنا الهدى لمل سل كف ... خنجرا راعفا وأدمى سنانا
كيف يستل روح بعض ... ألنحيى مآتما واضطغانا ؟
Página 88