أقوياء تفنى الضعاف وتدعو ... خسة الغالبين نصرا وكسبا
***
قال : إنا نبكي الضعيف صريعا ... ونهني القوي رغبا ورهبا
زعم المرء أنه علة الدنيا ... فأشقى ما هب فيها ودبا
واستباح ابنه وأردى أخاه ... وتولى تراث قتلاه غصبا
فكأن الثرى رفات ضحايا ... زورتها السنون طينا وعشبا
***
قلت : لا توقظ " المعري " فيلقى ... " أم دفر " أغوى خداعا وأصبى
ويرانا أخس من أن يثير الهجو ... أو نستحق نقدا وسبا
لا تذكر " أبا العلا " إن جيل اليو ... م أضرى من جيل أمس وأغبى
***
وهنا قال صاحبي : لا تعانى ... فترى ألمع المحاسن ذنبا
يا أخي : والهوى يصم ويعمى ... كيف ترضى الهوى دليلا وركبا ؟
فتأمل تجد صراعا ... كريما ... وصراعا جم النذالات خبا
وقتيلا يغفو ويسهر ثارا ... وشهيدا يندى سلاما وحبا
ودما في الثرى تجمد جمرا ... ودما في السماء أرق شهبا
ونفاحا أخزى هجوما وتربا ... سمدته الدماء فاخضر خصبا
***
وذكرنا أنا نسير وأغفى ... جهدنا والطريق ما زال صعبا
دربنا كله عجاج وريح ... كفنت جوه رمادا وحصبا
وظلام تأله الشر فيه ... وتمطى شيطانه فتنبى
وصراع إن أطفأ الضعف حربا ... شب حقد الرماد حربا فحربا
***
كيف نسري ؟ وراءنا عاصف يط ... غى ؛ وقدامنا أعاصير نكبا
يتلهى بخطونا عبث الريحين ، ... دفعا إلى الأمام وجذبا
قلت : ليت الممات ينهي خطانا ... قال : ما كل من دعى الموت لبى
يا رفيقي : ألموت شر ... وأدهى ... منه ... وأنا نريده وهو يأبى
***
قال لي : لا تقف : تقو بزندي ... فمضينا نشد بالجنب جنبا
واتحدنا جنبا كأنا اختلطنا ... وجمعنا القلبين في الجنب قلبا
فاهتدى سيرنا كأنا فرشنا ... لخطانا مباسم الفجر دربا
وانتشى جونا انتشاء الندامى ... وأدار النجوم أكواب صهبا يشعل الحب من دجى الأفق فجرا ... يسفح العطر في طريق الأحبا
Página 78