ألوان من الصمت
مثل طفل حالم يصحو ويغفو ... يرسب الصمت بعينيه ويطفو
ينطوي خلف تلوي جلده ... كعقاب ينتوي الفتك ويعفو
يهمس الإنشاد ... ينسى صوته ... يتزيا بالهوى يحنو ... ويجفو
يحتسي أنفاسه ... يراسلها ... زمرا كالنحل ترتد وتهفو
ينحني ... يرحل في لحيته جاثيا ... ينجر ... يغبر ... ويصفو
بعضه ينسل منه ... بعضه ... يمتطي أطراف كفيه ويقفو
***
صرخة المذياع تدمي هجسه : ... قاتلوا في (قبرص) اليوم وكفوا
((الفيتكنج)) استحالوا شجرا ... هبطوا كالجمر كالعقبان خفوا
***
ارتدى أبطال سيجون الحصى ... دخلوا الأعشاب كالأعشاب جفوا
***
حشدت ((واشنطن )) الموت سدى ... ركض الأموات أخطارا وحفوا
أنبتت كل حصاه موكبا ... كعفاريت الربى اصطفوا وصفوا
وثبوا كالسيل ، كالسيل انثنوا ... تحت أمطار اللظى احمروا ورفوا
قرر الأقطاب حلا حاسما ... للماسي ... لحظة ، تابوا وعفوا
استشفوا إن إقلاق الأسى ... يطلق الأطفال ... هذا ما استشفوا
انتهت أخبارنا فانتظروا ... واستراحوا ساعة ، غنوا وزفوا
***
يخلع الصمت هنا ألونه ... يتعب التمزيق فيها ثم يرفو.
ثرثرات محموم
كان يحكي.. يبكي .. يجيب .. ينادي ... يدعي .. يشتكي .. يصافي.. يعادي
مرحبا(سعيد) .. خذ نور عيني ... اسكتي .. هات بندقي يا ( عبادي)..
غادرت عمقها البحار وجاءت ... ركبت ظلها الرمال الحوادي
***
هل تخافين أن أموت ؟ حياتي ... لم تحقق شيئا يثير افتقادي
كنت كالآخرين ، أمشط شعري ... أنتقي بزتي ، أبيع كسادي
أشتري (ربطة) ،وأصحو بكاس ... وبكاس أطفي شموع سهادي
وأوالي بلا اعتقاد وأنوي ... سحق من لم يتاجروا باعتقادي
كل هذا عمري ... وعمر كهذا ... لا يساوي ... عذاب يوم ولادي
***
اسقني يا (صلاح) .. زد .. من دعاني؟ ... يا عيال الكلاب : ردوا جوادي
كيف أقضي ديني وليس ببيتي ... غير بيتي ومعزف شادي والذي كان والدي ... صار طفلي ... من أداري عناده أو عنادي؟
Página 193