119

Diván

ديوان عبدالله البردوني

Géneros

الممرات مغارات لها ... وثبة الجن، وإجفال الظباء

وهناك الشهب غربان ، بلا ... أعين ، تجتاز غيما لا نهائي

وهنا الشمس عجوز ، تحتسي ... ظلها ، تصبو إلى تحديق رائي

من دنا منسي ؟ وكالطيف النوى ... ونأى ، خلف خيالات التنائى

من وراء التل عنت غابة ... من أفاع ، وكهوف من عواء

وعيون ، كالمرايا ، لمعت ... في وجوه ، من رماد وانحناء

انه حشد ، بلا اسم وجهه ... خلفه مرآه تزوير الطلاء

من يرى ؟ أي زحام ودرى ... انه يرنو إلى زيف الخواء ؟

***

وبلا زاد ولا درب مضى ... كالخيالات الكسيحات الظماء

تخفق الأحزان ، في أهدابه ... وتناغي ، كعصافير الشتاء

ينحني، يستفسر الاطراق من ... وجهه الذاوي ، وعن باب مضاء

عن يد ، صيفية اللمس وعر شرفة ... جذلى ، وعن نبض غناء

وتأنت نجمة أرسى على ... جفنها طيف ، خريفي الرداء

فتملاها مليا وارتدى ... جو عينيه ، أصيلا من صفاء

والتظى برق ، تضنى خلفه ... ألف دنيا ، من ينابيع السخاء

وبلا وعي دنا ، من كوخه ... كغريق ، عاد من حلق الفناء

فأحس الباب يلوي حوله ... ساعدي شوق ، وحضنا من بكاء

اين من يسأله ، يخبره ... عن مآسيه فيحنو أو يرائي؟

وجثا ، يحنو عليه منزل ... سقفه الثلج ، وجدران المساء

وكما تنجر أم ضيعت ... طفلها ، يبحث عن أدنى غذاء

يجتدي الصمت نداء أو يدا ... أو فما يفتر ، أو رجع نداء

ويداري السهد أو يرنو الى ... ظله ، يختال في ثوب نسائي

فتعاطيه مناه أكؤسا ... من دخان ، واحتضانا من هباء

تحتسي أنفاسه أمسية ... عاقر ، تمتص ألوان الهواء

هل هنا لابن سبيل الريح من ... موعد ؟ أو ها هنا دفء لقاء ؟

عاد من قفر دخاني ، الى ... عامر ، أقفر من ليل العراء

وغدا يبتديء الأشواط من ... حيث أنهاها ، إلى غير انتهاء

يقطع التيه ، إلى التيه ، بلا ... شوق أسفار ، ولا وعد انثناء

وبلا ذكرى ، ولا سلوى رؤى ... وبلا أرض ، ولا ظل سماء

عمره دوامة من زئبق ... وسهاد ، وطريق من غباء

Página 120