***
كنت في محنتي كزنبقة الرمل ... أعاني جفافه ... وهجيره
فأشرتم إلي بالمغريات الخضر ... والبيض ، والوعود الغزيرة
وملأتم يدي وأشعلتموني ... شمهة في دجى الخطايا الضريره
وعلى رغم عفتي ؛ رغم أمي ... وأبي عدت مومسا سكيره
ولهونا حينا وأشتى ربيعي ... فتعريت أرتدي ومهريره
وانصرفتم عني أما كنت يوما ... عندكم منية الحياة الأثيره ؟
وزعمتم بأنني كنت وحلا ... آدميا أما شريتم عصيره ؟
وأشعتم في الحي أني شر ... يتفادى دنوه ... ونذيره
فتوقى حتى خيال وجودي ... وهو حي على الحياة جزيرة
***
كيف أبقى هنا وأنصاف ناس ... جيرتي ، ليس لي رفاق وجيره
وغدي رهبة ويومي انتحار ... واحتقار ؛ والأمس ذكرى مريره
وهنا حينا خطاه إلى الأمس ... وأمجاده عظام نثيره
دفن الأمس جثة من دنايا ... وانثنى يستعير منها مصيره
فهو حي من الجليد المدمى ... يجتبي لصه ويجفو خفيره
يدعي المجد وهو مقبرة تهتز ... خلف التراب وهي قريره
يزدريني وحدي وإني وإياه ... ضحايا شروره المستطيره
يزدريني وتوبتي وحناني ... فوق أهدابه صلاة منيره
هل أنادي الضمير والخلق فيه ؟ ... لم أجد فيه خلفه أو ضميره
***
أيها الآكلون عرضي لأني ... كنت ألعوبة لديكم أسيره
حقروني يا دود لو لم تكونوا ... حقراء ما كنت يوما حقيره
لا تقولوا : كانت بغيا ، أما الفجار ... كثر والفاجرات كثيره ؟
لست وحدي ، كم البغايا ولكن ... تلك مغمورة وهذي شهيره
صدقوني إن قلت في دوركم مثلي ... قلست الأولى ولست الأخيرة
كل حسناء زهرة : هل يرد الزه ... ر عنه حتى الذباب المغيره ؟
الارتداد
الدرب شياطين فرحي ... زمر تهذي مرحي مرحي
وتخوض الدرب فتسلبه ... رؤيا أعينه القرحى
وتحول هجعه ... تربته ... تسهيدا ، ولياليه ... جرحى
وتعب دما وتمج دما ... ومداها ترتجل ... الذبحا والشهب حنين مصلوب ... ظمآن يجترع " الملحا "
Página 106