Diwan

ديوان الأمير شكيب أرسلان

Géneros

تصدير ديوان أمير البيان‏

مقدمة‏

القسم الأول من الديوان‏

القسم الثاني‏

القسم الثالث‏

القسم الرابع‏

تصدير ديوان أمير البيان‏

مقدمة‏

القسم الأول من الديوان‏

القسم الثاني‏

Página desconocida

القسم الثالث‏

القسم الرابع‏

ديوان الأمير شكيب أرسلان

ديوان الأمير شكيب أرسلان

تصدير ديوان أمير البيان

لما علم شاعر الأقطار العربية وشيخ الأدباء؛ الأستاذ خليل بك مطران، بقرب ظهور ديوان صديقه وعشير صباه، صاحب العطوفة الأمير شكيب أرسلان، أحب أن يضع له كلمة التصدير التي نثبتها في صدر الديوان، قال الأستاذ - حفظه الله:

هذا ديوان أمير البيان. أفي حاجة أنا إلى تسمية صاحبه بعد هذا النعت الذي نعته به الإجماع في الأمة العربية؟!

أتيح لي أن أصدره بهذه الكلمة وفي النفس داع من الود القديم، وباعث من الإعجاب والإكبار؛ فانتهزت الفرصة السانحة مغتبطا بها. ولا أبرئ اغتباطي من أثر فيه للأثرة؛ فإن حظي من الفخر بهذا التصدير أضعاف حظ الصديق الكريم.

بدأ الأمير شكيب أرسلان حياته الأدبية بنظم الشعر، فاشتهر به ولما يعد السابعة عشرة من عمره، وقد طبع في ذلك الوقت ديوانا جمع به أوائل شعره وسماه «الباكورة»، فتوسم مطالعوه أن ناظمه يرقى حثيثا إلى مقام لا يرام بين شعراء العربية. ولو ظل الأمير معنيا بذاك الفن الرفيع لصدق فيه ما ظنوه كل الصدق.

غير أن شأنا آخر من الشئون الضخام التي هي أشد إغراء للرجل البعيد المطمح في مطالب العلياء؛ صرفه وشيكا عن الهيام في مسابح الخيال، والضرب في آفاقه الأنيقة إلى منازلة الحوادث والأيام في معترك الحقيقة.

Página desconocida

ففي هذا المفترق الأول من السبل التي يواجه بها المرء مستقبله آثر الأمير الترسل، ومضى فيه متدفقا تدفق الينبوع الصافي، مجلجلا أحيانا جلجلة السيل الكثير الشعاب. وما زال - حفظه الله - منذ خمس وأربعين سنة يتحف قراء العربية في مشارق الأرض ومغاربها بكتب قيمة، يقتبسون من أنوارها هدى، أو يفيدون من مختلف الآراء المنبثة فيها ما يهيئ لهم من أمرهم رشدا؛ إلى رسائل متنوعة يجتلون محاسن أغراسها وأزهارها، ويجتنون ما يغذي العقول ويفكه القلوب من أطايب ثمارها؛ إلى فصول ومقالات تنشرها المجلات الدورية والصحف اليومية في كل قطر؛ فما ينقضي يوم من أيام تلك البرهة إلا وله في كل منها قلائد تزهي بها صفحاتها، أو فرائد تزخر بها أنهارها. ولو تفرغت طائفة من حملة الأقلام، جم عديدها، فياضة قرائحها، فيما يشاء الله من مسائل السياسة والاجتماع والأدب، ومباحث التاريخ والأخلاق؛ لكتابة ما كتب من تلك الفصول والمقالات؛ لتعذر عليها أن تأتي مجتمعة بما أتى به ذلك العلم الفرد.

على أن الذين تتبعوا - كما تتبعت - آثار الأمير شكيب قد تبينوا منذ الساعة الأولى سر المزية التي امتاز بها شعره ونثره جميعا، فأحلاه الذروة المنيعة الرفيعة التي حلها بين الأفذاذ المبرزين من متقدمين ومتأخرين.

ذلك السر هو أنه ملك اللغة من أول أمره. ولا أتغالى إذا قلت: إنه جمع معجمها في صدره، بله ما استظهره في صدره من أساليب بلغائها، ورواه من روائع فحول شعرائها. وفي أثناء وروده تلك الموارد من فصح العربية كان يرى وجوه الانطباق بين المصطلحات القديمة والمصطلحات الحديثة، ويتبين كيف تصرف المتقدمون فيما وصل إليهم من الأصول ليفرعوا عليها المعاني الجديدة التي تعلق بها تصرفا لم يناف سلامة القول، ولم ينابذ مقتضى البلاغة على تحول الأحوال وتعدد العهود.

فلما اتسقت له هذه الخصال، وتوافرت لديه تلك الأسباب، وأفاض من واسع علمه بالعربية على ما أكسبته الخبرة آنا بعد آن من مزكونات المبتدعات الحديثة، ومقتضيات الأحوال العصرية، ما دق منها وما جل، بين حسي ومعنوي؛ عدل غير مبطئ عن تشبثه الأول بالمحض الخالص من الأساليب المأخوذة عن الصميم من القديم، ولم ير له بعد ذلك مكتوب إلا وهو مطبوع بطابع السلاسة والانسجام والغزارة، مع الحرص على شرف المفردات ورصانة التراكيب، مجتمعا كل أولئك في طابع الأمير شكيب.

تلك غاية لم يدركها غير هذا العبقري في الترسل. ولو قد رامها في الشعر لأدركها كما قدمت؛ غير أنه إذا كان قد رضي لنفسه في الشعر أن يكون المقل المجيد، فلا مشاحة في أنه انفرد بين المترسلين بأنه المكثر المجيد.

وإن من ينظر جملة إلى صنيع الأمير شكيب ليجد بحرا زاخرا في الأدب ليست اللؤلؤات المنظومة فيه إلا شقائق للآلئ المنثورة منه في كل جانب.

خليل مطران

القاهرة 25 مايو 1936

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

Página desconocida

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا

هذا ديوان شعري من أيام الصغر إلى أيام الكبر، تتجلى فيه روحي حدثا وشابا، وكهلا وشيخا، ويعرف منه القارئ أنها روح لم تزل يشبه بعضها بعضا في جميع أدوار الحياة. لم يكن غرضي من نشر هذا الديوان إظهار فصاحة أفاخر بها، ولا إثبات براعة أتعلق بأسبابها، ولا حشد كلمات أتوخى إرسالها، ولا تسيير شوارد يقال: من ذا قالها؟ لا سيما وقد بلغت السن التي يضعف فيها التفكر في المفاخرة، ويقوى التذكر للآخرة. ولكني قصدت جمع هذا الديوان لخصال ثلاث:

إحداها:

أن الشعر لقائله، كالولد لناجله؛ فأخشى من بعد انصرافي من هذه الدنيا أن ينسب إلي ما لم أقله، ويلحق الناس بخاطري ما لم ينجله، ويعزى إليه من قداح الفكر ما لم يجله؛ فلقد وقع لي من هذه الأماثيل جم في أثناء حياتي، فكيف تكون الحال بعد وفاتي؟! والشاهد حينئذ يكون قد صار بعيدا، والثبت إذ ذاك يصبح مفقودا. وكما أنه يجوز أن ينسب إلي ما لم أقله يجوز أيضا أن ينسب كلامي إلى سواي، وأن يختلف الناس في ملكي له بما قد أهملت من دعواي؛ فرأيت الأصلح لأمري - والمرء مسئول عن نفسه في الحياة وبعد الرحيل، ومطالب بأن يثبت الحقائق عن نفسه، وأن يحتاط لذلك قبل أن يصير تحت الرمل المهيل - أن أجمع ما وجد في يدي من أشعاري، وأن أجتهد في ألا ينسب أثري إلى غيري، ولا ينسب إلي غير آثاري.

الخصلة الثانية:

أن بعض هذه القصائد متعلق بوقائع تاريخية مشهورة، وبعضها متضمن لمبادئ سياسية مأثورة؛ فنشرها حصة من التاريخ يتميز فيها من اعتدل عمن اعتدى، ويعرف من ضل ممن اهتدى؛ فلم يزل الشعر وهو الخيال المجسم أحسن قيد للحقائق، ولم تزل الوقائع التاريخية تأخذ من الوزن والقافية أثبت المواثق. وكم من واقعة تاريخية نشدها المؤرخون في أقوال المنشدين! وكم من رجل لم تخلده التواريخ، وجعله الشعر من الخالدين!

الثالثة:

أنه كان لي أصدقاء وأتراب وإخوان، ترافقني عليهم الحسرات إلى التراب، ومن الأعلام من لم أعرفه بوجهه، ولكني عرفته بآثاره، وقطفت من نواره؛ مثل الشيخ أحمد فارس صاحب الجوائب، وعبد الله باشا فكري الشاعر الكاتب؛ فأما الذين رثيتهم من أصحابي فهم: عبد الله باشا فكري، ومحمود باشا سامي، وأمين باشا فكري، ومحمد بك فريد، وكامل بك الأسعد، وأحمد باشا تيمور، والشيخ عبد العزيز شاويش، وأحمد بك شوقي، والشيخ عبد القادر الشيبي، والحاج عبد السلام بنونة، وأخي نسيب، وغيرهم ممن كانوا غرة في جبين الدهر، وكان ذكرهم عبيرا يأخذ منه كل زمن ما يأخذ الروض من الزهر، أفرغ الله عليهم سجال عفوه ورضوانه، وحياهم في آخرتهم بروحه وريحانه؛ فقد أحببت أن أبث أرواحهم الزكية الوجد الذي أجده من فراقهم، وأن أنشر بعد طي أجسادهم ما أعرف من محاسن أخلاقهم، فأكون وفيتهم بعض حقوق الوفاء، وأديت إليهم من الأمانة ما فيه للنفس شفاء.

هذا وقد كنت في السابعة عشرة من العمر طبعت في بيروت أوائل شعري في ديوان سميته «الباكورة»، ولم يكن بقي منه إلا نسخ نوادر، فراجعته في هذه المدة الأخيرة، فلم أجده دون أن ينسب إلي، ولا أصغر من أن يقيد علي، بل قد رأيت الشباب أشعر من المشيب، ووجدت أحسن القريض ما جاء في العهد الغريض؛ ولذلك ألحقت بديواني هذا أكثر ما كنت نشرته في الباكورة، بحيث قد نظم هذا الديوان حاشيتي العمر، وجمع ما قدم وما حدث من نتائج الفكر. والله أسأل أن يتداركني بلطفه، ويسددني بفضله، وأصلي وأسلم على محمد خاتم أنبيائه وسيد رسله، الهادي لأقوم سبله، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

شكيب أرسلان

Página desconocida

جنيف 12 ربيع الأول سنة 1354

القسم الأول من الديوان

المراسلات السامية

أريد بها ما دار بيني وبين أمير الشعراء في وقته؛ محمود سامي باشا البارودي، رئيس نظار مصر سابقا، وذلك لما كان في منفاه بسيلان على إثر الحادثة العرابية، وقد كانت فقدت من عندي بعض هذه المراسلات، فاضطررت إلى طلب مجلة الزهور الأدبية من مصر؛ لأنها كانت قد نشرتها؛ وهكذا عثرت عليها كلها ما عدا قصيدة ميمية كنت بعثت بها إلى محمود سامي سنة 1902 من طبرية حيث كنت أبدل الهواء. وأما جواب محمود سامي على هذه القصيدة فقد وجدته بين أوراقي. ولنبدأ الآن بالمراسلات التي وجدت في مجلة الزهور، ولا بأس بأن ننشر المقدمة التي صدرها بها شاعر القطرين خليل بك مطران، وهو قوله عن صاحب هذا الديوان:

حضري المعنى، بدوي اللفظ، يحب الجزالة، حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا، ساطعة البهاء كزهرات الجبل.

نبغ منذ طفولته في الشعر، وكان أبكر الفتيان في نشر ديوان له،

1

وجاء ديوانه في وقته آية.

غير أنه لم يلبث أن ترك الشعر وانصرف إلى الترسل، فحبس فيه ما أوتيه من العبقرية، فهو الآن في مذهبي إمام المترسلين.

على أنه قد يدعوه داع من النفس أو من الطوارئ فينظم، ينظم كما ينثر، فياض الفكر غير تعب، لكن نظمه يحمل في عهده الآخر أثرا من نثره.

Página desconocida

خليل مطران

قالت الزهور

استشهد الأمير شكيب في بعض كتاباته أولا وثانيا بأبيات للبارودي على غير معرفة شخصية سابقة، فكتب محمود سامي باشا إلى الأمير بالمقطوعة الآتية، قال:

أشدت بذكري بادئا ومعقبا

وأمسكت لم أهمس ولم أتكلم

وما ذاك ضنا بالوداد على امرئ

حباني به لكن تهيبت مقدمي

فأما وقد حق الجزاء فلم أكن

لأنطق إلا بالثناء المنمنم

فكيف أذود الفضل عن مستقره

Página desconocida

وأنكر ضوء الشمس بعد توسم

وأنت الذي نوهت باسمي ورشتني

بقول سرى عني قناع التوهم

لك السبق دوني في الفضيلة فاشتمل

بحلتها فالفضل للمتقدم

ودونكها يابن الكرام حبيرة

من النظم سداها بمدح العلا فمي

فأجابه الأمير:

لك الله من عان بشكر منمنم

لتقدير حق من علاك محتم

Página desconocida

وشهم أبي النفس أضحى يرى يدا

تذكر فضل أو جميل لمنعم

رأى كرما مني تذكر قوله

فدل على أعلى خلالا وأكرم

ولو كان يدري فاضل قدر نفسه

رأى ذكره فرضا على كل مسلم

أيعجب من تنويه مثلي بمثله؟

لعمري الذي قد شق في شعره فمي

ومهما يكن من أعجم فبفضله

يرى ثقفيا في الورى كل أعجم

Página desconocida

إذا مطر الغيث الرياض بوابل

فأي يد للطائر المترنم؟

إذا ما تصبت بالعميد صباحة

بوجه فما فضل العميد المتيم؟

وهل ينكر الإحسان إلا لئامة

وينكر حسنا غير من طرفه عمي؟

وهل في شهود الشمس أدنى مزية

وقد جاء ضوء الشمس لم يتكتم؟

رويدك لا تكثر لدهرك تهمة

ولا تيأسن من أهله بالتوهم

Página desconocida

فما زال من يدري الجميل ولم يكن

لتأخذه في الحق لومة لوم

وأنت الذي لو أنصف الدهر لم يكن

لغيرك في العلياء صدر التقدم

جمعت العلا من تلدها وطريفها

فجاءت كعقد في ثناك منظم

غدت خطتي إما يراع ومخذم

وأنك قطب في يراع ومخذم

ولم أر كفا مثل كفك أحسنت

إلى المجد إرعاف المداد مع الدم

Página desconocida

جمعتهما جمع القدير بكفه

إلى محتد سام إلى المجد ينتمي

ولو كان يرقى المرء ما يستحقه

إذن لبلغت النيرات بسلم

وأنت الذي يا ابن الكرام أعدتها

لأفصح من عهد النواسي ومسلم

وأنشرت ميت الشعر بعد مصيره

لأعظم نثرا من رفات وأعظم

وأشهد: ما في الناس من متأخر

يدانيك فيه لا ولا متقدم

Página desconocida

ولو شعراء الدهر تعرض جملة

بمنجدهم من كل حي ومتهم

لأبصرت شخص البحتري منك بحترا

وخلق أبي تمام غير متمم

لك الآبدات الآنسات التي نأت

وأنست عكاظ الشعر بل كل موسم

لكم أسهرت جفن الرواة وخالفت

حظوظك منها شرد غير نوم

شغفت بها طفلا فأروى بديعها

ولم أرو من وجدي بها نار مضرم

Página desconocida

ولا عجب أني أحن صبابة

فيسري الهوى بالقول للمتكلم

أفي كل يوم فيك وجد كأنه

طوى جانحا مني على نار ميسم

أحمل ريح الهند كل تحية

فكم من صبا منها عليك مسلم

وقد طالما حدثت نفسي وعاقني

ترددها ما بين: أقدم وأحجم

حلفت بما بين الحطيم وزمزم

وبالروضة الزهرا ألية مقسم

Página desconocida

لألفيت عندي دوس مشتجر القنا

وخوضي في حوض من الطعن مفعم

أقل بقلبي في المواقف هيبة

وأهون من ذاك المقام المعظم

وهب أنني باز

2

قد انقض أشهب

فهل يطمع البازي بلقيان ضيغم؟

ولكن لي من عفو مولاي ساترا

فها أنا ذا منه به بت أحتمي

Página desconocida

أمحمود سامي إن يك الدهر خائنا

وطال عليك الزجر طائر أشأم

فما زالت الأيام بؤسا وأنعما

وحظ الشقا بالمكث حظ التنعم

ولولا الصدى ما طاب ورد ولا حلا

لك الشهد إلا من مرارة علقم

عسى تعتب

3

الأقدار والهم ينجلي

وينصاح صبح السعد في ذيل مظلم

Página desconocida

وأهديك في ذاك المقام تهانئا

حبيرة مسد في ثناك وملحم

ثم كتب محمود سامي باشا إلى الأمير شكيب بهذه القصيدة:

أدي الرسالة يا عصفورة الوادي

وباكري الحي من قولي بإنشاد

ترقبي سنة الحراس وانطلقي

بين الخمائل في لبنان وارتادي

لعل نغمة ود منك شائقة

تهز عطف شكيب كوكب النادي

هو الهمام الذي أحيا بمنطقه

Página desconocida

لسان قوم أجادوا النطق بالضاد

تلقى به أحنف الأخلاق منتديا

وفي الكريهة عمرا وابن شداد

أخي ودادا وحسبي أنه نسب

خالي الصحيفة من غل وأحقاد

أفادني أدبا من منطق شهدت

بفضله الناس من قار ومن باد

عذب الشريعة لو أن السحاب همى

بمثله لم يدع في الأرض من صاد

سرت بقلبي منه نشوة ملكت

Página desconocida

بحسنها مسمعي عن نغمة الشادي

يا ابن الكرام عدتني منك عادية

كادت تسد على عيني بأسداد

فاعذر أخاك فلولا ما به لجرى

في حلبة الشكر جري السابق العادي

وهاكها تحفة مني وإن صغرت

فالدر وهو صغير حلي أجياد

فأجابه الأمير شكيب:

هل تعلم العيس إذ يحدو بها الحادي

أن السرى فوق أضلاع وأكباد

Página desconocida

وهل ظعائن ذاك الركب عالمة

أن النوى بين أرواح وأجساد

تحملوا ففؤادي منذ بينهم

في إثرهم نضو تأويب

4

وإيساد

5

يرتاد منزلهم في كل قاصية

وحجبه لو درى أحرى بمرتاد

بين الجوانح ما لو أنت جائبه

Página desconocida

أغناك عن لف أغوار بأنجاد

وفي الفؤاد كشطر الكف بادية

في جنبها تيه موسى ليس بالباد

كم بت أنشد أحبابي وأنشدهم

في الهند يا شد ما أبعدت إنشادي!

ولو أناجي ضميري كنت مسمعهم

قولي كأنهم في الغيب أشهادي

من كان دون مرامي العيس منزعه

فلي هوى دون أمواج وأزباد

دون الخضارم إن ضل الحبيب سرى

Página desconocida