له رجفة تنتابه وهو واقف
على جانب والطقسبالبرد يلسع
32
يرى حوله الكاسين من حيث لم يجد
على البرد من برد به يتلفع
33
فكان ابتسام القوم كالثلج قارسا
لدى حسرات منه كالجمر تلذع
34
فلما شجاني حاله وافزني
وقفت وكلي مجزع وتوجع
35
ورحت أعاطيه الحنان بنظرة
كما راح يرنو العابد المتخشع
36
وافتح طرفي مشبعا بتعطف
فيرتد طرفي وهو بالحزن مشبع
37
هناك على مهل تقدمت نحوه
وقلت بلطف قول من يتضرع
38
أيابن أخي من أنت ما اسمك ما الذي
عراك فلم تفرح فهل انت موجع
39
فهب أمامي من رقاد وجومه
كما هب مرعوب الجنان المهجع
40
وأعرض عني بعد نظرة يائس
وراح ولم ينبس إلى حيث يهرع
41
Página 94