ولما قضى الرازي ببغداد برهة
مضى قافلا للري شوقا إلى الآل
92
وألف للمنصور إذ ذاك بأسمه
كتابا حوى من الطب أحسن أقوال
93
ولم تصف للرازي أواخر عمره
وعاد أخاهم شديد وبالبال
94
فقد عميت عيناه من بعد واغتدى
يجول من الفقر الشديد بأسمال
95
وإن عدا الدهر شنشنة له
يصول بها قهرا على كل مفضال
96
ولما انتهى نحو الثمانين عمره
قضى نحبه من غير مال وأنسال
97
ولكنه في الناس خلف بعده
من العلم آثارا قليلة أمثال
98
فكم كتب أبقى بها الذكر في الورى
وألفها نسجا على خير منوال
99
وما ضر من أحيا له العلم بعده
على الدهر ذكرا أنه ميت بال
100
وإني وإن طنبت في بحر علمه
لمقتصر منه على بعض أوشال
101
Página 156