264

Diwan

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Géneros

فما التهافت منا في مهالكها ... ... جهل بماض ولا علم بمقتبل

ما باينتك عواديها مصادقة ... ... ... ولم تعاهدك أمنا غارة الغيل

رأي الركون الى افاتها سفه ... ... وصفوها بين نابي مهلك جلل

ما شأن صولاتها البقيا على أحد ... ... وانما أجل يتلو خطى أجل

بئس القرارة أهنى عيشها رنق ... ... ينتابه الحتف بالابكار والأصل

انجاز ايعادها بالموت منتظر ... ... والقول عن مقتضاها غير مفتعل

ما أصدق العلم بالغدر المشوب بها ... واكذب الظن في التغرير والأمل

خسيسة الطبع بالأكدار طافحة ... ... ختالة تخلب الألباب بالحيل

لا تستقيم لريعان الشباب ولا ... ... ... لرائع الشيب منها لحظة الجذل

تضيع عمر بنيها تحت عرتهم ... ... بها وحاصلهم منها على دغل

تزال تنبت نفسا ثم تأكلها ... ... ... وانما يحرث الحراث للأكل

تسعى جنائزها بجرا حقائبها ... ... مما انتهبن بحرب الصبح والطفل

ما بين صادرة في وجه واردة ... ... ينتبن فل بقايا غارة الأجل

ما بالنا ومطايا الموت تنقلنا ... ... نلهو بما قيل "ان العز في النقل"

ان الملا الذي نبني البلاط به ... ... رفات من نقلت بلأعصر الأول

لو كان تقديرنا تخليد قاطنها ... ... لأوجب العقل أن تلقى على العلل

فكيف وهي حياة لا عتاد بها ... ... مغمومة بالشقا والويل والهبل

أضحية الحتف لا ترجو مغادرة ... ... والأرض تبلع والجزار في العمل

كم زفرة لنعي ما أذنت لها ... ... ... ولا مشفعة من صارخ صحل

زمازك الموت في الأذان صادعة ... ... لكن الى فبب الألباب لن تصل

يا رب نادبة ما جف مدمعها ... ... ... وعينها في نظام الحلي والحلل

حتى متى نحن والآجال تحفزنا ... ... والجد والهزل منا تابع الأمل

نرى مصارع قوم جل فقدهم ... ... ... كفقدنا في الملاهي صالح العمل

نفني الدموع ونرثي من نظن به ... ... ومالنل برثاء الرشد من شغل

كأننا في أمان من مصارعهم ... ... ... أو المنايا عن الأحياء في كسل

كلا ولكنهم صاروا لنا فرطا ... ... ... والركب مرتحل في اثر مرتحل

ومن تكن هذه الساعات أنيقة ... ... ... قضى المسافة لم يملل ولم تطل فقدت نفسي فخلت الدمع سال بها ... ... والعهد بالنفس قبل اليوم لم تسل

Página 265