287

من كل حوراء مثل الظبي ، لو نظرت

لعابد لشجاه اللهو والددن

في نشوة الراح من ألحاظها أثر

وفي الجآذر من ألفاظها غنن

دقت ، وجلت ، ولانت ، وهي قاسية

كذاك حد المواضي لين خشن

طوت بهن النوى عني بدور دجى

لا يستبين لعيني بعدها سنن

أتبعتهم نظرات كلما بلغت

أخرى الحمول ثناها مدمع هتن

يا راحلين وفي أحداجهم قمر

يكاد يعبده من حسنه الوثن

منوا علي بوصل أستعيد به

من مهجتي رمقا يحيا به البدن

أو فاسمحوا لي بوعد إن ونت صلة

فالوعد منكم بطيب العيش مقترن

لم ألق من بعدكم يوما أسر به

كأن كل سرور بعدكم حزن

يا جيرة الحي ! ما لي لا أنال بكم

معونة ؛ وبكم في الناس يعتون ؟

Página 287