111

فإن تكن الأيام أخنت بصرفها

علي ، فأي الناس يبقى مسلما ؟

وإني لأدري أن عاقبة الأسى

وإن طال لا يروي غليلا تضرما

ولكنها نفس ترى الصبر سبة

عليها ، وترضى بالتلهف مغنما

وكيف أراني ناسيا عهد خلة

ألفت هواها : ناشئا ، ومحكما

ولولا أليم الخطب لم أمر مقلة

بدمع ، ولم أفغر بقافية فما

فيا ربة القبر الكريم بما حوى

وقتك الردى نفسي وأين ؟ وقلما

وهل يستطيع المرء فدية راحل

تخرمه المقدار فيمن تخرما ؟

سقتك يد الرضوان كأس كرامة

من الكوثر الفياض معسولة اللمى

ولا زال ريحان التحية ناضرا

عليك ، وهفاف الرضا متنسما

ليبك عليك القلب ، لا العين ؛ إنني

أرى القلب أوفى بالعهود وأكرما

Página 111