109

فيا خبرا شف الفؤاد ؛ فأوشكت

سويداؤه أن تستحيل ، فتسجما

إليك ؛ فقد ثلمت عرشا ممنعا

وفللت صمصاما ، وذللت ضيغما

أشاد به الناعي ، وكنت محاربا

فألقيت من كفى الحسام المصمما

وطارت بقلبي لوعة لو أطعتها

لأوشك ركن المجد أن يتهدما

ولكنني راجعت حلمي ، لأنثني

عن الحرب محمود اللقاء مكرما

فلما استرد الجند صبغ من الدجى

وعاد كلا الجيشين يرتاد مجثما

صرفت عناني راجعا ، ومدامعي

على الخد يفضحن الضمير المكتما

فيا أمتا ؛ زال العزاء ، وأقبلت

مصائب تنهى القلب أن يتلوما

وكنت أرى الصبر الجميل مثوبة

فصرت أراه بعد ذلك مأثما

وكيف تلذ العيش نفس تدرعت

من الحزن ثوبا بالدموع منمنما ؟

Página 109