فتح تفتحت المنى عن زهره
وافتر ثغر الدهر عنه شنيبا
حفت به راياتك الحمر التي
قادت إليه قبائلا وشعوبا
وتعلقت بهم الرجال بصوره
فتخال في شرفاته يعسوبا
وحفت به عوج القسي ضلوعها
تغتال فيه جوانحا وقلوبا
فكأنما قزح حنت أقواسه
أيدي الغمام وأمطرت شؤبوبا
ورأى المنية ربه وهفا إلى
طلب الأمان فقيل لا تثريبا
وإذا أمرؤ ألقى إليك قياده
ورجاك أدرك حلمك الموهوبا
من بعد ما قعدت به أنصاره
رهبا وأبصر وعدهم مكذوبا
وتبلبلت بالليل ألسن ناره
تصل الصراخ فما لقين مجيبا
ولو أنهم جاشوا إليك وجمعوا
أقصى تخومهم صبا وجنوبا
Página 18