173

============================================================

نظم الؤيد 15 م ن الالفاظ أسهلها وأرقها وقعأ على الاذن ، وكذلك كانت ألفاظ المؤيد لينة مهلة رقيقة .

يجانب ذلك كان المؤيد داعية لمذهبه وكان يحب أن ينشر دعوته بين الناس وأن يعلم اتباعه من أمر مذهبه كل شىء وفى الوقت نقسه كان يكره أن يعرف الناس من أمر مذهب كل شىء ولذلك احتاط المؤيد فى نظمه فلم يظهر العقائد كلها فى هذا النظم ، واتخذ التقية مذهبا له يصون بها آمرار المذهب ، فاصطتع المصطلحات القاطمية التى لا يفهمها كل التاس ودار حول المعانى حتى لاتوضح، وأشار إلى الآراء التى يجب أن تظل مرا مكتوما دون أن ييين حقيقتها، واسلوبه فى ذلك قد انصرف بعض الشىء إلى مذهب بعض الفلاسقة قهو يعرض السألة أو الموضوع ثم يحاول ويجادل فيه ، ويشكك فى آراء المداهب المختلفة ويتكلف فى ذلك المصطلحات الخاصة بالفاطميين أو بالفلاسفة والمتكلمين . ولكثرة مناظراته مع غيره أر فى نظمه إذ اضطر إلى آن يتخذ أسلوب آهل المناظره والجدل ذلك الاسلوب الذى يشكك فى آراء الخصوم ويدافع عن رأيه وهنا نقف وقفة قصيرة لنرى القرق بين المؤيد الذى نظم عقائد القاطمبين وبين شاعرين اخرين مدحا آئمة الفاطميين بالمصطلحات الفاطمية ، هذان الشاعران هما ابن هانىء الاندلسى والامير تميم بن المعز لدين الله الفاطمى . اشترك المؤيد وبن هانيء وتميم بن المعز فى ناحي واحدة هى تأثرهم جميعا بالعقيدة الفاطمية وظهر هذا الأثر واضحا جليا فى شعرهم . أما اين هانىء فقد شهد أوائل أيام الدولة الفاطمية فى المعرب، فاتصل برابم خلفاء الفاطميين - فى عهد الظهور - بعد آن عرف أمويو الأندلس تشيعه فاضطر اين هانيء الى الفرار من الاندلس وإلى أن يلحق بالامام الفاطمى بالمغرب ومدح الايمام وصار شاعره، وهو على هذا الوجه يشبه المؤيد الذى تقم منه العياسيون فى المشرق لتشيعه فاضطر إلى القرار منهم إلى الامام الفاطمى بمصر، فكلا الشاعرين اضطهد فى بلده والتجا إلى الامام محتميا به مادحا ااه ولكن ابن هانيء لم يكن داعيا أو معلما من معلمى مذهبه ، فقد غلبت عليه صنعة الشعر وانشاده فكان كغيره من الشعراء المتكسبين الذين يصنعون الشعر ويجهدون أنفسهم فى تنميقه وزخرفته ثم يعرضون شعرهم على الملوك ولامراء وكيار رجال الدولة ليأخذوا منحهم وعطاياهم ، فابن هانىء مدح الامام المعزكما مدح القواد والأمراء متكسبا بشعره بخلاف المؤيد الذى لم يمدح إلا الامام فقط ولم يتكسب بشعره بل دقعه مذهبه الدينى إلى يمدح الامام دون غيره، وابن هانيء كان كغيره من الشعراء أ كثر مدحه للابمام كان بالحود والكرم والشجاعة وقوة الباس إلى غير ذلك من الصفات التى عرفت بين العراء امتكسبين فكان يمدح المعز بقوله مثلا:

Página 173