وَمَا كَانَ ذَلِك من سَعْيهمْ ... وَلَكِن منا يقوم الْمعِين
فَهَلا اقْتدى فيهم بالألى ... من القادة الْخيرَة الْمُتَّقِينَ
وأنزلهم حَيْثُ يستاهلون ... وردهم أَسْفَل السافلين
وطافوا لدينا بأخراجهم ... عَلَيْهِم صغَار وذل وهون
وقموا الْمَزَابِل عَن خرقَة ... ملونة لدثار الدفين
وَلم يستخفوا بأعلامنا ... وَلم يستطيلوا على الصَّالِحين
وَلَا جالسوهم وهم هجنة ... وَلَا واكبوهم مَعَ الْأَقْرَبين
أباديس أَنْت امْرُؤ حاذق ... تصيب بظنك نفس الْيَقِين
فَكيف اختفت عَنْك أعيانهم ... وَفِي الأَرْض تضرب مِنْهَا الْقُرُون
وَكَيف تحب فراخ الزِّنَا ... وهم بغضوك إِلَى الْعَالمين
وَكَيف يتم لَك المرتقى ... إِذا كنت تبني وهم يهدمون
وَكَيف استنمت إِلَى فَاسق ... وقارنته وَهُوَ بيس القرين
وَقد أنزل الله فِي وحيه ... يحذر عَن صُحْبَة الْفَاسِقين
فَلَا تتَّخذ مِنْهُم خَادِمًا ... وذرهم إِلَى لعنة اللاعنين
فقد ضجت الأَرْض من فسقهم ... وكادت تميد بِنَا اجمعين
1 / 90