Estudios en doctrinas literarias y sociales
دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية
Géneros
وننقل هذا المثل إلى الشعر الذي انعقدت فيه المقارنة بين شوقي وأنداده من الشعراء الأقدمين؛ لأنه عارضهم فيه بالوزن أو الموضوع.
فقد وازن بعض النقاد بين سينية شوقي في الأندلس وسينية البحتري في الإيوان، وقال بعض هؤلاء النقاد: إنه سبق بها البحتري في بلاغة لفظه وجودة معناه وحداثة تشبيهاته، وليس بنا في هذا الصدد أن نرجع إحدى القصيدتين على هذا المنوال، فإن الشوقية قد ترجح البحترية في كل شيء ويبقى بعد ذلك فضل الابتكار المستقل للبحتري غير منازع فيه، لا لأنه سبق صاحبه في الزمن فذلك ما لا فضل فيه للمتقدم ولا حيلة فيه للمتأخر، ولكن لأن وصف الآثار التاريخية قالب محفوظ يترسمه شوقي ولا يكلفه كثيرا ولا قليلا من جرأة الخيال ولا من اقتحام الإبداع ...
أما البحتري - الشاعر العربي - فلم يكن ليفهم أن خرائب فارس تستحق في قريحته ما تستحقه أطلال سعدى ولبنى لولا جرأة في الخيال، وتصرف في الشعور وإحساس صحيح ببواعث الشعر حيث كان.
وعلى هذا يقول من شاء: إن قوالب شوقي لا تقل عن قوالب المبرزين من الشعراء الأقدمين، ولكنه في «ملامحه الشخصية» يغيب عن النظر حيث تبدو الملامح الواضحة لكل شاعر من أولئك الشعراء.
على أن القاعدة هنا تتفتح للاستثناء على سنة القواعد في الأدب وفي جميع الأمور.
والاستثناء الذي نعنيه شعر ظهر لشوقي في أخريات أيامه وازدياد ظهوره بعد وفاته، وكاد يهمله جامعو الديوان وهو في اعتقادنا أحق باب فيه بالإثبات؛ لأنه الباب الوحيد الذي يحسب من شعر الملامح الشخصية بين سائر الأبواب.
ذلك هو باب القصائد الفكاهية التي كان ينظمها شوقي ويطويها، ولم يكن يعرض لها في أوائل عهده بالنظم إلا على غير احتفال منه في فلتات بعد فلتات.
من هذه القصائد ما نظمه في «المحجوبيات»، ومنها ما نظمه قبل ذلك بين فترة وفترة على غير انتظام.
وبين أطراف هذه المحجوبيات قوله في سيارة الدكتور:
إذا حركها مالت
Página desconocida