255

وقال مزمارة الشيطان عند النبي (ص)، فأقبل عليه رسول الله وقال : دعهما ، فلما غفل غمزتهما فخرجتا ، وكان يوم عيد ، يلعب فيه السودان بالورق والحراب ، فقال النبي (ص) تشتهي تنظرين فقلت نعم ، فأقامني وراءه خدي على خده ، وهو يقول : دونكم يا بني ارفدة حتى إذا مللت قال حسبك قلت نعم.

وروى ايضا عن هشام عن ابيه عروة ان عائشة قالت : دخل أبو بكر وعندي جاريتان تغنيان مما تقاولت الانصار يوم بغاث ، فقال أبو بكر مزامير الشيطان في بيت رسول الله (ص)، فقال رسول الله (ص): يا ابا بكر ان لكل قوم عيدا وهذا عيدنا (1).

وفي باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله الا الله ، روى عن ابن شهاب ان سعيد بن المسيب اخبره ، انه لما حضرت ابا طالب الوفاة جاءه رسول الله (ص ) فوجد عنده ابا جهل ، وعبد الله بن ابي امية بن المغيرة ، فقال له رسول الله : يا عم قل لا إله الا الله اشهد لك بها عند الله ، فقال ابو جهل وعبد الله : يا ابا طالب اترغب عن ملة عبد المطلب ، فلم يزل رسول الله يعرضها عليه ، وهما يعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به انه على ملة ابراهيم وابى ان يقول : لا إله الا الله ، فقال رسول الله : اما والله لاستغفرن لك ما لم انه عن ذلك ، فانزل الله تعالى فيه :

Página 268