Estudios Filosóficos (Parte II): En la Filosofía Occidental Moderna y Contemporánea
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
Géneros
Common Sense
الذي ينشأ بالاتصال والتفاهم بل يعني أن الأفكار التي تنشأ لدى الشعوب المختلفة التي لا يعرف بعضها البعض؛ لها قدر من الحقيقة؛ فكل شعب له إله بصرف النظر عن أسمائه المختلفة لدى الشعوب. فالمثالية طبيعة مشتركة بين الأمم أو فطرة أو جبلة على ما يقول الأصوليون القدماء؛ فأسطورة «جوفا» لها أساس مشترك عند جميع الشعوب؛ وبالتالي تكون حقيقة، فالحقيقة وجود شيء بين شعوب مستقلة عن بعضها البعض، وبتعبير القدماء، تواتر الأفكار والآراء وتشابهها وتطابقها مقياس للحقيقة بالرغم من اختلاف الأزمنة والأمكنة والظروف، مثال ذلك اشتراك الشعوب كلها البدائية منها والمتمدينة في ثلاثة نظم اجتماعية أو عادات بالرغم من استقلالها عن بعضها البعض وتفاوتها في الزمان والمكان وهي: الدين، والزواج، ودفن الموتى؛ لذلك أخذها فيكو مبادئ للعلم الجديد. مثال آخر اللغة العقلية المشتركة بين الشعوب والتي تعبر عن طبيعة الإنسان والتي بها يدرك جواهر الأشياء في حياته الفردية والاجتماعية وهي الحكم والأمثال العامية التي تتكرر عند جميع الأمم قديما وحديثا. وقد اتخذها فيكو مادة العلم الجديد التي يمكن من خلالها وصف طبيعة الإنسان. بل إن وجود كلمتين عاديتين في لغتين مستقلتين لهما نفس المعنى لدليل على وجود هذا القاسم الذهني المشترك بين الشعوب.
ويعني لفظ «الأمة» الميلاد أو البداية بالميلاد أي جنس له بداية مشتركة، لغة ومؤسسات ونظم مشتركة. ولا يعني فيكو بالأمة الدولة القومية المعاصرة بل يركز على ثلاثة أشياء؛ الأول: النظم والمؤسسات الاجتماعية لدى كل أمة أو شعب؛ والثاني: وجود كل أمة أو شعب مستقلا عن الأمة الأخرى ليس بهدف النقاء العنصري بل من أجل تطور نظمها ومؤسساتها على نحو مستقل دون أدنى أثر من حضارة على حضارة أخرى؛ والثالث: تطور هذه النظم والمؤسسات من داخلها وليس من خارجها، ويصف فيكو الأمة ليس فقط كعنصر أو جنس بشري بل كحضارة في أوج نضجها. ويستعمل لفظا آخر ليدل به على أولى مراحل التطور مثل قوم أو شعب
Gens . ويتصور فيكو أربع مراحل من تطور أشكال المجتمعات؛ الأولى الأسر، والثانية الأقوام أو العشائر
Gentes ، والثالثة الشعوب، والرابعة الأمم. ويعني لفظ قوم أو شعب في الصفة
Gentile
أميا أو بدائيا أو أوليا بمعنى التكوين أو النشأة. وله في القانون الروماني معنى القرابة من أجل تحديد الميراث، وهو المعنى العربي أيضا من لفظ «أم»، ولكنه عند فيكو يعني «ما له طبيعة» ويمكن أن يكون موضوع دراسة العلم الجديد. والأمم كلها تنضم إلى عالم الأمم أي عالم البشر أو العالم الإنساني في مقابل العالم الطبيعي. وتعيش الأمم منعزلة عن بعضها البعض قبل أن تدخل فيما بينها في علاقات تجارية وسياسية أو في نظم الأحلاف والاتحادات والحروب والمعاهدات.
أما تعبير «القانون الطبيعي» الموجود في عنوان الطبعة الأولى، وكذلك تعبير «النسق الجديد» المخالف لنسق القرن السابع عشر ونظريات القانون الطبيعي عند جروتيوس
Grotius ، زلدن
Selden ، بوفندورف
Página desconocida