Din
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
Géneros
وقد أكثر الناس من الاعتراض عليه، حتى في عصر ديكارت نفسه.
وظن الفيلسوف الألماني «كانت» أنه استطاع هدم هذه الحجة، بقوله: إنه وإن تكن خصائص الماهيات العقلية يمكن استنباطها كلها من طبيعة تلك الماهيات - كما تستنبط خصائص الأشكال الهندسية من مفهوماتها - إلا أن صفة «الوجود» على الخصوص لا يمكن أخذها من تلك المفاهيم العقلية، فحقيقة المثلث وإن ثبتت لها الخواص الهندسية المعروفة، بالضرورة العقلية، إلا أنه لا يلزم من ذلك وجود مثلث في الخارج، وكل ما في الأمر أنه إن وجد مثلث كان على هذه الأوضاع، وكانت له هذه الخواص، وهكذا سائر المفاهيم العقلية، ليس وجودها في الذهن دليلا كافيا على وجودها في الخارج، بل إن منها ما هو مخترع اختراعا بحتا، كما نتصور قصرا من ماء، وإنسانا من هواء.
ولكن فات هؤلاء الناقدين ما هناك من بون شاسع
12
بين تلك الماهيات الممكنة التي يعترضون بها، والتي لا يلزم من فرض عدمها محال، بين الماهية العقلية الواجبة، التي بلغ من رسوخها في كيان العقل أن إبطالها يعد إبطالا لكل معقول ومعلوم؛ إذ لا بد في العقل من التسليم بوجودها في الخارج لتستمد منه كل الممكنات وجودها في الأعيان والأذهان. (4) المذهب الأخلاقي ونقده
ذهب الفيلسوف الألماني «عمانويل كانت»
Emmanuel Kant
في نقده للعقل العملي
Critique de la Raison
إلى أن وجود الذات الإلهية ليس موضوع علم ومعرفة، بحيث يثبت بالبرهان أو بالتجربة؛ بل هو موضوع إيمان عقلي، بمعنى أنه مقدمة مسلمة، لا مناص للعقل من أن يعتمدها لتصحيح الفكرة الأخلاقية الراسخة في النفوس، وبيان ذلك حسبما قرره «كانت»
Página desconocida