Religión Humana
دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني
Géneros
20
فتقوم نظريته على الكلانية
Wholeness
والنظام المنطوي
Implicate Order ، على فكرة أن الظواهر الكوانتية لا يمكن فهمها إلا إذا توقفنا عن النظر إلى الجزء باعتباره الوحدة الأساسية للدراسة، وحولنا اهتمامنا إلى الكل؛ ذلك أن دراسة العالم الكمومي تقودنا إلى مفهوم كلاني غير متجزئ للكون، يتنافى مع المفهوم التقليدي عن كون مؤلف من أجزاء ذات وجود مستقل ومنفصل، حيث العلائق الكمومية التي لا يمكن فصمها هي الواقعة الأساسية، أما الأجزاء التي تسلك في استقلال ظاهري، فليست إلا أشكالا عرضية في ذلك الكل.
يعتبر بوهم أيضا واحدا من أهم الفيزيائيين الذين ساروا بنظرية الكم نحو نتائجها الفلسفية القائمة على الصيغ الرياضية والتجارب العملية؛ فالعالم كما يتبدى لهذا الفيزيائي والمفكر العميق، هو عالم متكثر الأبعاد. وليس المستوى الذي تجري ضمنه حياتنا اليومية وتنشط فيه علومنا الطبيعية، إلا المستوى السطحي للوجود، وهذا المستوى ذو أربعة أبعاد، ويدعوه بوهم بالمستوى المنبسط (أو النظام المنبسط)
Explicate Order . ورغم أن هذا المستوى السطحي الظاهري يمكن وصفه اعتمادا على مظاهره وحدها، إلا أن فهمه لا يتيسر لنا باختراقه نحو المستوى الأعمق للوجود، وهو المستوى الذي يشكل الخلفية الشاملة التي تقوم عليها خبرتنا الفيزيائية والسيكولوجية والروحية، ويدعوه بوهم بالمستوى المنطوي
Implicate Order . فعند هذا المستوى الخفي الباطني، تتحد كل الظواهر التي تبدو مستقلة ومتمايزة في المستوى المنبسط الظاهري، وفيه تجد الأحداث الفيزيائية الغامضة تفسيرها. وهذان المستويان، يتبادلان الظهور والخفاء في حركة جريان كلي ، حيث ينبسط جزء من هذا الجريان على السطح ليعطي أشكالا ذات استقرار نسبي، ولكنها متجذرة في ذلك الجريان السفلي غير المنظور، ثم ما انبسط يعود إلى الانطواء فإلى الانبساط، وذلك في حركة تبادلية دائبة. ويوضح بوهم أن هذه الصورة للحركة الكلانية ليست نتاج تأمل ذهني بحت، ولكنها «المعنى» الذي تنطوي عليه رياضيات ميكانيكا الكم، أو بتعبير آخر، فإن رياضيات الكم ليست إلا وصفا لهذه الحركة الكلانية (
Holomovement ). يقول: «إن الكلانية هي الأمر الحقيقي، وما التجزئة إلا حاصل استجابة الكل لأفعال الإنسان التي يوجهها إدراك يقوم على أفكار متجزئة. وبتعبير آخر، فإن المقترب التجزيئي في النظر إلى الكون، هو الذي يدعو الكون إلى إظهار استجابات متجزئة ... إن كل ما نحتاجه بالفعل هو مران صعب وطويل على التخلي تدريجيا عن أساليبنا التجزيئية في التفكير، لنستطيع اتخاذ مقتربات كلية من الحقيقة، تدفعها إلى الاستجابة إلينا بطريقة كلية.»
21 «إن النتائج الضمنية لكل من النظرية النسبية والنظرية الكوانتية، تظهر الحاجة إلى رؤية العالم ككل غير مجزأ تندمج فيه الأجزاء وتتحد. في هذا الكل، تعتبر النظرة الذرية للمادة نوعا من التبسيط والتجريد، يصلح فقط ضمن مجال محدد. أما الرؤيا الجديدة، فيمكن أن ندعوها بالكلانية غير المتجزئة في حركتها الجارية
Página desconocida