Religión Humana

Firas Sawwah d. 1450 AH
174

Religión Humana

دين الإنسان: بحث في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني

Géneros

إن تصادم هذين الفوتونين سوف يخلق عند

B

إلكترونا وبوزيترونا (وأذكر هنا بأننا لا نرسم للفوتون اتجاها لأنه نقيض نفسه). يلتقي البوزيترون الناجم عن الحادثة

B

بإلكترون قادم من اليسار، فيتفانى الجسيم ونقيضه عند

A ، وينجم عن تفانيهما فوتونان ينطلقان بسرعة الضوء. ولكننا إذا تأملنا المخطط مجددا، فإن التفسير الأفضل للمخطط يقدم نفسه فورا، فهنالك إلكترون على يسار الشكل يتقدم نحو

A ، حيث يلفظ عندها فوتونين؛ الأمر الذي يؤدي إلى تحويله إلى نقيضه البروزيترون. يسير البوزيترون في زمن معكوس نحو

B ، وهناك يمتص فوتونين قادمين من الأسفل، فيعكس اتجاهه في الزمن مجددا ويتحول إلى إلكترون مرة أخرى، منطلقا نحو اليمين. وبهذه الطريقة، نكون قد استبدلنا جسيما واحدا يتحرك باتجاه الزمن حينا وعكس الزمن حينا آخر، استبدلناه بالجسيمات الثلاثة الداخلة في التفاعل بجسيم واحد يتحرك في اتجاه الزمن حينا وعكس الزمن حينا آخر. وهذه هي صورة المتصل الزماني المكاني الواحد التي تقودنا إليها النظرية النسبية.

إن النظرة النيوتونية للمكان والزمان هي نظرة دينامية، حيث الحوادث تتطور بمرور الزمان الأحادي الاتجاه، الذي يسير من الماضي نحو المستقبل عبر الحاضر. أما النسبية الخاصة، فتقودنا إلى القول بأنه من الأنسب والمجدي أكثر، أن نفكر بمساحة ساكنة للمكان والزمان، هي المتصل الزماني المكاني (الزمكان). في هذه الصورة الساكنة لا تتطور الحوادث في اتجاه محدد، بل إنها فقط توجد. فإذا قيض لنا أن نرى البعد الرابع؛ وهو الزمن في اتصاله مع أبعاد المكان الثلاثة، واستطعنا أن نستعرضه دفعة واحدة كما نستعرض عناصر المكان، لوجدنا أن الحوادث لا تتطور في زمان ينساب، بل تقدم نفسها لنا كلوحة منسوجة في قماش المتصل الزماني المكاني، حيث الماضي والحاضر والمستقبل موجود معا وفي تطابق مع المكان. وهذا يعني أن الإحساس بتطور الحادثة عبر الزمن، ما هو إلا نتاج لطبيعة وعينا الذي يسمح لنا برؤية قطاع صغير فقط في كل مرة من تلك الصورة الإجمالية الزمكانية. وفي هذا يقول الفيزيائي الفرنسي لوي دي بروي، صاحب نظرية الموجة، ما يأتي: «في المتصل الزماني المكاني، يعطى الماضي والحاضر والمستقبل لكل منا في رزمة واحدة ... إلا أن كل واحد، وبمرور زمنه، يستكشف شرائح جديدة من الزمكان، تبدو له كجوانب متتابعة للعالم المادي. أما في الحقيقة، فإن جماع الحوادث المشكلة للزمكان موجودة قبل معرفتنا بها.»

15

Página desconocida