Sangre en las Puertas del Inframundo: Un Estudio Arqueológico Civilizatorio
دماء على بوابات العالم السفلي: دراسة أثرية حضارية
Géneros
إهداء
مقدمة
1 - العقيدة والتضحية البشرية
2 - مصر وتقديم الأضاحي البشرية
3 - قرابين الأضاحي البشرية في بعض المجتمعات الأفريقية
4 - القرابين والأضاحي الآدمية في بلاد الرافدين
5 - الأضاحي البشرية في بلاد الأناضول
6 - الأضاحي البشرية في الهند واليابان والصين
7 - الأضاحي البشرية في الأمريكيتين
8 - الأضاحي البشرية في أوروبا
Página desconocida
9 - الخاتمة والنتائج
10 - قائمة المراجع العربية والمترجمة
11 - قائمة المراجع الأجنبية
إهداء
مقدمة
1 - العقيدة والتضحية البشرية
2 - مصر وتقديم الأضاحي البشرية
3 - قرابين الأضاحي البشرية في بعض المجتمعات الأفريقية
4 - القرابين والأضاحي الآدمية في بلاد الرافدين
5 - الأضاحي البشرية في بلاد الأناضول
Página desconocida
6 - الأضاحي البشرية في الهند واليابان والصين
7 - الأضاحي البشرية في الأمريكيتين
8 - الأضاحي البشرية في أوروبا
9 - الخاتمة والنتائج
10 - قائمة المراجع العربية والمترجمة
11 - قائمة المراجع الأجنبية
دماء على بوابات العالم السفلي
دماء على بوابات العالم السفلي
دراسة أثرية حضارية
تأليف
Página desconocida
زينب عبد التواب رياض
بسم الله الرحمن الرحيم
واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين
سورة المائدة، الآية 27
إهداء
إلى رموز التضحية في عالمي الصغير
إلى والدي الذي بذل سنين عمره من أجل أن أعتلي سلم النجاح، وإلى والدتي التي جعل الله الجنة تحت قدميها، والتي منحت بغير مقابل وكان لها أعمق الجهود في تحقيق كل نجاح وفقني الله إليه، حفظكما الله.
زينب عبد التواب
مقدمة
أدرك الإنسان الأول منذ بدء الخليقة أن روحه في حاجة إلى قوة تحميه ويأوي إليها، وكانت روحه ترتجف جوعا إلى هذه القوة مثلما كان جسده يرتجف جوعا إلى الأكل والأمان، فبدت تتشكل بداخله العديد من التخيلات بشأن الشمس والأرض والسماء بل الأحلام أيضا؛ فمرة يعتقد أن أباه الذي يظهر له في الحلم هو هذه القوة الخفية فيعبده ويقدم له القرابين ويتخذ من قبره مزارا، ونشأت من هنا عبادة أرواح الأسلاف.
Página desconocida
ومع تطور معرفة الإنسان البدائي وارتقائه أخذ يتصور أن روح هذا الأب أو الجد يمكن أن تحل في حيوان أو شجرة فانتقل إلى عبادة الحيوانات والأشجار، وأصبح لكل قبيلة حيوانها الخاص الذي تعبده وتبجله، ومن هنا نشأت فكرة «الطوطم».
ومع تطور الفكر الإنساني تعددت القوى وتبدلت بما يتوافق مع تعدد حاجات هذا الإنسان البدائي ومخاوفه، بالإضافة إلى تعدد العوامل الجغرافية والطبيعية التي عاشها ذلك الإنسان، ومن هنا نشأت أولى الأفكار التي كونها الإنسان بطبيعته الفطرية، ونشأت بالتالي عادة التضحية بالبشر، تلك العادة التي أراد منها الإنسان التقرب من الآلهة!
ولم تقف عادة تقديم الأضاحي البشرية عند الحدود الزمنية للإنسان البدائي، وإنما امتدت لتجد لها صدى في العديد من البلدان حتى الوقت الحالي، فلا زالت عادة التضحية البشرية تمارس في إطار من الغموض والطقوس السحرية ببلاد عدة بغرض الحفاظ على القديم من العادات والمعتقدات الموروثة.
وبصفة عامة يجب عدم النظر إلى الديانات القديمة بمعزل عن الديانات الحالية؛ وذلك حتى يسهل علينا توضيح الفروق بين الدين والأسطورة في بعض المجتمعات والقبائل البدائية، ولمحاولة فهم طبيعة الفكر والمعتقدات التي أدت إلى وجود عادات تقديم الأضاحي البشرية وبقائها حتى الآن في بعض المجتمعات ذات الديانات الوضعية التي لا زالت تحيا حياة إنسان عصور ما قبل التاريخ.
فكي يتسنى لنا فهم الغاية من تلك العادة علينا أن نترك العنان للخيال يسبح بنا في ماض بعيد مظلم مليء بالوحشية نهارا وبالخوف والفزع ليلا، وما بين هذا وذاك عاش الإنسان الأول بقدراته البائسة ورغبته في الحياة وخوفه من الغد بل من اللحظة القادمة!
وهو في سبيل ذلك كان على استعداد لتقديم الغالي والنفيس كي يأمن عاقبة المخاطر التي تحيط به؛ فهو تارة يقدم قربانا حيوانيا وتارة يقدم قربانا بشريا وينتظر النتيجة، يترقب البيئة ويحتاط لها بالمزيد من الأضاحي لتهدئة غضب الطبيعة، وللحصول على مرضاة الإله!
ولقد مارست أغلب شعوب الأرض في العالم القديم بل الحديث أيضا؛ عادة التضحية البشرية، وكان ذلك انطلاقا من الفكر غير الواعي بحقيقة الإله الذي طالما سعوا إلى نيل مرضاته، ولا يزال هناك العديد من الشعوب البدائية تمارس تلك العادة حتى وقتنا الحالي، ولا بد أن تلك العادة كانت قد اتخذت أشكالا مختلفة، وكانت لها بداياتها ودوافعها التي أدت بها إلى تواجدها وانتشارها في شتى أرجاء العالم؛ فقد عرفت تلك العادة في العديد من دول الشرق الأدنى القديم وعرفت كذلك في أوروبا وتركيا والهند وغرب أفريقيا والأميركيتين وبولينيزيا وغيرها من بقاع العالم، وكان لكل دوافعها وأسبابها ولكن الغاية تكاد تكون واحدة.
وللوقوف على تلك الدوافع والأسباب كان لا بد من إلقاء الضوء على فكر وطبيعة حياة الإنسان الأول منذ البدء؛ فلا شك أن مدعيات الحياة كانت من أول الأسباب التي دعت الإنسان إلى اتخاذ مختلف الأسباب التي تمكنه من أن يحيا في أمان، فعندما نضع الإنسان البدائي في مواجهة مع الطبيعة، يجب ألا نغفل دور غريزة حب الحياة في هذه العلاقة، تلك الغريزة التي دفعت الإنسان لمحاولة تكييف الطبيعة لصالحه، وأن يستبدل بالظروف الطبيعية القاسية المفروضة عليه ظروفا أخرى يريدها، وهو في سبيل ذلك اتخذ كل السبل الممكنة لتحقيق الأمن والأمان له، وكانت عادة التضحية الآدمية واحدة من تلك السبل التي عرفها واستخدمها لينال رضا الآلهة ويحيا دون مخاطر.
لم يأخذ الإنسان البدائي الظواهر الطبيعية على أنها ظواهر معزولة عن كيانه، بل نظر إليها على أنها تدبر حياته وتتحكم فيها، هكذا تشكل للإنسان البدائي موقف من الطبيعة، ما بين خوفه منها ورغبته في الانتفاع بها، وهذا الموقف هو في حد ذاته موقف من نفسه؛ فهو دليل على شعوره بعجز المقاومة من ناحية والخوف على وجوده من ناحية أخرى.
وشيئا فشيئا أصبح هذا الإنسان صانع العبادات والمعتقدات والطقوس والرسوم في الكهوف دائم التطلع إلى عالم آخر حقيقي، وربما كان قد استقر في وعيه ملامح هذا العالم فأخذ يصوره ويرنو إليه بخطى حثيثة، وتجسد كل ذلك في صور عدة من الأساطير التي صاغها للوصول إلى هذا العالم.
Página desconocida
واحتلت الأسطورة حيزا مهما من تراث الإنسانية ومجتمعاتها كافة، ولا يخلو مجتمع أو حضارة من أساطير ترتبط بتراثه جنبا إلى جنب مع الأشكال الأدبية والفنية الأولى التي تميز ثقافة ذلك المجتمع. وليس من السهل أن نعود لأكثر من سبعة آلاف سنة مضت لندرك ما كان يفكر فيه أسلافنا، وما اعتقدوا في الحياة والموت؛ أو لنستطيع أن نتصور كيف حاولوا تفسير أسرار الحياة والطبيعة وما يتعلق بهما، وما يزخران به من أشياء محيرة، خصوصا في ظل عدم استطاعتهم تدوين ما يختص باقتناعاتهم في تفسير ما كان يحيط بهم من ظواهر وأمور غامضة، ولكن بإمكاننا أن نمسك بالمفتاح الذي يزودنا ببعض المعلومات فيما يتعلق بمعتقداتهم، وذلك من اللقى والاكتشافات الأثرية التي يكتشفها علماء الآثار هنا وهناك، كالرسوم والنقوش الصخرية والتماثيل البدائية والمذابح والأدوات الحجرية؛ فجميعها أشياء تعطينا مغزى حقيقيا لدين معين. وإن لم يكتب الأقدمون شيئا، فبإمكاننا أن نستقرئ التاريخ بخصوصهم من خلال العادات والتقاليد التي لا تزال موجودة حتى اليوم، ومن خلال ما وصلنا مكتوبا على صفحات العصور التاريخية القديمة.
الفصل الأول
العقيدة والتضحية البشرية
كان السحر والدين في المجتمعات البدائية وجهين لعملة واحدة، ففي منظور السحر تتحول الأشياء كلها إلى رموز فيصبح الشيء هو الرمز نفسه، والرمز هو الكلمة، بينما يرتبط الدين بالقدرة الخارقة للآخرين سواء أكانوا آباء أم آلهة، وكانت المجتمعات البدائية تمارس الفعل عبر الرمز.
ولا أدل على ذلك من النقوش الصخرية ورسوم الكهوف التي عبر فيها الإنسان البدائي بالرمز عن أهدافه وغاياته، إن إنسان ذلك العصر بتنفيذه لرسومه ونقوشه الصخرية لم يكن يقصد منها مجرد أعمال فنية خالصة، بل كانت نوعا من التعاويذ السحرية التي من شأنها أن تحمي الصياد وتدله على مناطق الصيد الوفير. وتعتبر تلك الرسومات الصخرية في نظر إنسان ذلك العصر بمثابة ضمان ورمز سحري له أثره في التوفيق في عمليات الصيد.
1
وكان من أمثلة خدمة الفن للسحر في تلك الفترة ما جاء في رسم كهف الإخوة الثلاثة بفرنسا (شكل
1-1 ) حيث مثل الساحر بهيئة رجل متوج بقرون ظبي، أنفه يشبه منقار طير جارح وعيناه مدورتان كعيون البومة، أعضاؤه العليا قصيرة بصورة غير عادية، منتهية بمخالب تشبه مخالب الدب. وله ذيل حصان وعضو تناسلي لرجل يظهر بغرابة تحت الذيل. يبدو هذا الخيال الغريب ذو نصف الانحناءة وكأنه يؤدي رقصة طقسية كنوع من الممارسات السحرية.
2
وربما قصد من وراء هذا التخيل الإشارة إلى انتقال القوة الحيوانية ذات الرمز الطوطمي إلى البشر من خلال الدمج بين كلتا الهيئتين الحيوانية والآدمية، وذلك من خلال الرجل ذي القناع «الشامان» الذي يعد وسيطا روحيا بينهما؛ فهو مرشد الروح بين الطوطم «الحيواني» والإنسان.
Página desconocida
3
شكل 1-1: ساحر كهف الإخوة، فرنسا. (
Mikhailova, N., the Cult of the Deer and “Shamans” in Deer Hunting Society, in: Baltica Archaeologia, vol. 7, 2005, p. 191, fig. 2.4 .)
ونستطيع استيضاح الأمر نفسه مع السحر في القبائل البدائية؛ فالأشياء التي يستخدمها الساحر في عمله السحري كلها أشياء رمزية كالتمائم والأدوات الطقسية مثل العصي والقرون والأكياس والأحجار والخرز والعظام وقطع الحديد والأحجبة وغيرها، وكانت هذه الأشياء في الماضي تكتسب قوتها أو قدسيتها العالية من تلامسها مع الأضحيات البشرية التي تحولت فيما بعد إلى أضحيات حيوانية تنحر من أجل أن تنتقل القوة المقدسة من دمائها إلى مادة التميمة، وهناك أيضا بعض التمائم التي تكتسب هذه القوة القدسية من الكلمة؛ إذ ما إن يعزم عليها أو تلقى الكلمة التعويذية السحرية عليها حتى تكتسب هذه القوة، وأحيانا يكون هذا الاكتساب عن طريق الدم والكلمة معا.
4 (1) مفهوم الدين وتطوره
يشكل الدين حجر الأساس لبناء أي مجتمع؛ فهو ضمير المجتمع وفكره، وهو المرآة التي تعكس مدى تطوره، ولقد اختلفت دلالات ومفاهيم الدين من مجتمع لآخر نظرا لأن الدين من الموضوعات التي يحيط بها الغموض وعدم الوضوح وتشتبك الآراء نحو تفسير جوهره، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالأديان البدائية، إن صحت هذه التسمية، نظرا لما يحيط تلك الحقبة بأسرها من ضبابية، وللتناقضات المرتبطة بالتطور الإنساني الذي يتجاوز أنماط التفكير الحالي.
فالأديان البدائية بشرية الهوى والهوية، تعبر عن فكر ووعي الإنسان الأول بأريحيته وبساطته، الذي نسج بتصوراته البسيطة أساطير تفسر أسباب الحياة والوجود، وأصبحت هذه التصورات والانطباعات رؤى مقدسة لها مفرداتها.
ويمكن القول إن الدين البدائي هو رد فعل دفاعي ووسيلة يتقي بها الإنسان الخطر الذي قد يتعرض له في الطبيعة، وذلك من خلال التمسك بعقائد وأفكار تجعل لديه رد فعل دفاعيا يقاوم به أخطار الطبيعة،
5
ولكن يبقى الموت، ذلك الحدث الذي لا حيلة للإنسان فيه، ولأن قوانين الحياة تحول دون استحالة اجتناب الموت؛ فقد ساد الاعتقاد باستحالة بقاء الأفراد الذين يؤلفونها إذن فلن يبقى الأموات،
Página desconocida
6
ولكن يبقى الخوف منهم؛ فالخوف أول ما أوجد الآلهة في العالم، فمما لا شك فيه أن انفعال الإنسان إزاء الطبيعة أصل من أصول الأديان، وفي نفس الوقت فالدين ليس خوفا بقدر ما هو رد فعل ضد الخوف.
7
ولقد مر الدين بمراحل عدة يمكن تسمية كل مرحلة منها بأهم ما يميزها من سمات حضارية كما يلي: (1)
الدين في مرحلة الصيد. (2)
الدين في مرحلة الرعي. (3)
الدين في مرحلة الزراعة. (4)
الدين في مرحلة التعدين. (1-1) الدين في مرحلة الصيد (العصر الحجري القديم)
وهو الدين الذي عرف في مرحلة الصيد حيث بداية صناعة الأدوات الحجرية واكتشاف النار، وكان هذان الحدثان من أهم إنجازات العصر الحجري القديم على المستويين المادي والروحي، وقد انعكسا على تطور وعي وفكر الإنسان؛ فقد كان اكتشاف النار واستعمالها أمرين ينطويان على الكثير من الأبعاد العملية والروحية للإنسان؛ إذ كانت النار تحمي كهوف الإنسان من الكوارث والبرد القارس، وكانت تستخدم لطهو الطعام، فبمعرفة النار أصبح الإنسان أكثر قوة من ذي قبل، وأصبحت النار بمثابة الشيء المقدس الأول الذي حرك النوازع الدينية الأولى نحو تشكيل هوية دينية بدائية.
8
Página desconocida
ثم لاحظ الإنسان قوة الحيوانات وتنوعها بل منافستها له أيضا فبدأت تظهر بعض ملامح تقديس الإنسان للحيوان وقد نجد في هذا التقديس تفسيرا منطقيا لما عرف في الديانات الطوطمية التي رأت في الحيوان المقدس مبدأ جمع شمل القبيلة وأن افتراسه في طقوس دينية جماعية كان يعني توزيع هذا المقدس على أبناء القبيلة حيث يقوم بجمعهم في صلة واحدة قوية.
9
وقد شهد العصر الحجري القديم ظهور نوعين من الفن عبرا عن الفكر الديني وهما: الفن التشكيلي والذي يتجلى في رسوم الكهوف؛ وفن النحت الذي تجسد في التماثيل الأنثوية التي عبرت عن الإلهة الأم، ويعتقد البعض أن «ظهور الفن في هذا العصر ليس من أجل الفن في ذاته بل هو لخدمة أغراض دينية».
10
لا سيما أن الكهوف كما يراها البعض ما هي إلا معابد الإنسان الباليوليتي، رسم الإنسان الأول على جدرانها بكل تبتل وعناية رسوما وصورا روحية أضفت عليها صفة التقديس.
11
الشامان (رجال الدين)
كان الشامان.
12
في اعتقاد إنسان العصر الحجري القديم هو الساحر والعراف والطبيب والحاكم لأنه كان قادرا على حيازة النار وإضرامها والسيطرة عليها، ونظرا لأن النار كانت تشكل ضرورة حيوية لحياة الإنسان في تلك المرحلة، فكثيرا ما ظهرت النار بحوزة الشامان، ولقد لعب الشامان دورا هاما في ذلك العصر، وضح ذلك الدور من خلال العديد من الأعمال الفنية ورسوم الكهوف.
Página desconocida
13
ويعتقد خزعل الماجدي أن ظهور الشامان في هذا العصر كان حاسما في العقيدة الدينية وقد ارتبطت به طقوس وممارسات شعائرية كثيرة، فربما كان مسئولا عن عمليات الدفن الشعائري وتوصيل المتوفى في رحلته إلى العالم الآخر وقد يأتي هذا كله ليس بسبب التقمص السحري للشامان بل بسبب القوة الروحية التي يمثلها الرجال الذين كانوا مؤهلين لأن يكونوا شامان عصورهم
14 (شكل
1-2 ).
شكل 1-2: إعادة تخيل يبين شامان من لاروكي سانت كريستوف (دردوني)، فرنسا.
وبصفة عامة كان الحيوان والشامان قد شغلا الجزء الأعظم من تفكير إنسان العصر الحجري القديم.
15
هذا إلى جانب المرأة التي تمثلت في العديد من الأحيان بتمثيلات تشير إلى الإلهة الأم؛ ومن ثم فقد وعى الإنسان بوجوده أكثر وأصبح أكثر اهتماما بالخصب الجسدي والولادة والتكاثر لأنه أمر لا يقل أهمية عن الغذاء فكلاهما يضمنان بقاء العنصر البشري على سطح الأرض.
16
الدفن والعودة للرحم
Página desconocida
يرى خزعل الماجدي أن كلا من النار والحيوان والمدافن والكهوف والصبغة الحمراء التي استخدمها الإنسان البدائي بكثرة في رسوماته؛ كانت لها دلالات معينة تشير إلى الرحم؛ فالنار، كما يشير خزعل الماجدي، ربما كانت تعكس حرارته، وكان دفن المتوفى في وضع القرفصاء يمثل، في رأي الماجدي، «الشكل الأول للجنين»، وقد قرب بعض الباحثين بين دفن المتوفى بوضع الجنين في القبر وبين عودته إلى الرحم بشكل رمزي.
17
الدم ورمزية اللون الأحمر
استخدم إنسان عصور ما قبل التاريخ اللون الأحمر بكثرة في رسومه وطقوس دفنه، وكان هذا اللون يرمز إلى الدم الذي هو قوة وحياة، ونجد أن الإنسان البدائي قد أعطى للدم دلالات عدة؛ ولذا كان الاعتقاد السائد بأن تقديم الأضاحي من أهم الممارسات الطقسية التي تمنع سخط وغضب الآلهة وتجدد قواهم. (1-2) الدين في مرحلة الرعي
في مرحلة الرعي وضح دور الدين بشدة، وظهرت أهمية المرأة بشكل جلي، كما توسعت دائرة الممارسات الشعائرية بسبب بدء استقرار الإنسان ورغبته في السيطرة على عوامل الطبيعة عن طريق السحر،
18
وقد تصور الإنسان البدائي أن على السحر القيام بعدة وظائف؛ فهو يساهم في إخضاع الحوادث الطبيعية للإرادة البشرية، وحماية الفرد من الأعداء والأخطار، ومنحه القوة لإلحاق الضرر بأعدائه.
19 (1-3) الدين في مرحلة الزراعة
أثر الاكتشاف الزراعي في الأفكار والمعتقدات الدينية وأصبحت فكرة الخصوبة هي جوهر الدين في هذه المرحلة؛ ولذا عرف الدين في هذه المرحلة بهذا الاسم؛ فتاريخ الأفكار الدينية يختلط مع تاريخ الحضارة بكل مفرداتها من اكتشاف تقني وتجديد اقتصادي واجتماعي.
20
Página desconocida
ولقد أحدث هذا الانقلاب الزراعي توجها عاما نحو تقديس وعبادة النباتات، واحترام وتقديس المرأة باعتبارها رمز الخصوبة، إلا أن هذا لم يمنع من استمرار بعض العبادات السابقة مثل تقديس الحيوان. وظهرت عبادة الجماجم وتقديسها على اعتبار أن الإنسان البدائي كان يميل إلى تقديس روح المتوفى، واتخذ من الجمجمة تجسيدا لها؛ مما أدى إلى ظهور بعض الممارسات الطقوسية المتعلقة بهذا النوع من العبادة اعتقادا بإمكانية بقاء العنصر الروحي للمتوفى عن طريق الاحتفاظ برأس المتوفى. ويعتقد البعض أن ظهور التشخيص في هذه الجماجم ومحاولة الإنسان تشكيل ملامح وجه إنساني هما بدء ظهور فكرة الإله.
21 (1-4) الدين في مرحلة التعدين (فجر التاريخ)
يحدد المؤرخون بداية الألف الخامس قبل الميلاد كتأريخ توصل الإنسان فيه إلى اكتشاف المعادن وبدأ يطوعها ويستعملها في صنع أدوات مختلفة. وقد تراجع في هذه الفترة دور الأنثى ليحل الذكر محلها ويصبح مركز الاعتقادات الدينية؛ لأن الثورة الكالكوليثية، في رأي خزعل الماجدي، ثورة رجولية نتج عنها فيما بعد مفردات جديدة كثيرة؛ فقد ظهرت المدينة والمعبد وظهرت الحرف والعمارة والتجارة وتميزت الحياة الاجتماعية وازداد الدين تركيبا وبدأت العقيدة الدينية تزحزح دور المرأة فظهر الإله الأب والإله الابن بجوار الإلهة الأم وأصبح أبو السماء في أهمية الربة الأم الأرضية.
22
وظلت ظاهرة الموت من أهم الظواهر التي لم يستطع الإنسان أن يتقبلها؛ فقد شغل الإنسان في كل مراحل تطوره واجتهد كي يصل لفهم معناها وهو يصارع وهم الخلود والبقاء كي يتقبل هذا المصير الحتمي الذي لا يطال الإنسان فقط بل كل كائن حي على سطح هذا الكوكب؛ فالإنسان البدائي وقف عاجزا عن فهم سر هذا الاختفاء الغامض الذي يصيب أفرادا منه، وكان أعجز عن القيام برد فعل دفاعي لصده. ولما لم يستوعب هذا الإنسان فكرة الفناء النهائي اعتقد باستمرار الحياة بعد الموت وبوجود عالم آخر، فبدأ يدفن موتاه حفاظا على هؤلاء الأفراد المفقودين من العشيرة، وربما كانت «المدافن والقبور إلى جانب تقديس الجماجم أو عبادة الأسلاف» جميعها أدلة على ظهور الدين لدى الإنسان البدائي.
23
وبناء على ذلك يمكن القول إن هناك حقيقة على غاية من البساطة والوضوح يتوصل إليها كل من يتأمل مسار الحياة الفكرية والروحية للبشر منذ حلول عصر الإنسان العاقل قبل مائة ألف سنة من العصر الحالي، وهي أن تاريخ الإنسان الفكري والروحي هو في المحصلة الأخيرة تاريخ دياناته وأساطيره وسجل إبداعاته الأسطورية والدينية. (2) المقصود بالأضحية والقربان
يعرف القربان بأنه كل ما يقربه العابد من معبوده إلها كان أو روحا في مناسبة دينية أو موسم محدد من صيده أو محاصيله أو طعامه، طالبا عونه في تحقيق منفعة أو اتقاء شر أو وفاء لنذر، وليس القربان خاصا بالذبائح، وإن صار ذلك مدلوله في الغالب.
24
أما الأضحية فهي القربان الذي يتقرب به الإنسان من المعبود ويكون من الذبائح الحيوانية والذبائح البشرية لدى بعض الشعوب، ولقد لعبت القرابين دورا هاما في العديد من الحضارات القديمة بل لدى بعض الشعوب الحالية أيضا.
Página desconocida
25
ورغم أن الأديان السماوية أبطلت عادة تقديم الأضاحي البشرية، إلا أن القرابين البشرية لا تزال تقدم ربما حتى اليوم لدى العديد من أصحاب الديانات الوضعية التي تسمى مجازا «ديانات»؛ إذ تمارس في معظمها تقديم القرابين البشرية وتهتم اهتماما خاصا بالدم؛ إذ يثير الدم في النفس البشرية مشاعر غامضة، تتأرجح بين الخوف والتقديس؛ ومن ثم ارتبط الدم منذ عصور ما قبل التاريخ بقدسية ومهابة جعلت منه رمزا مقدسا مرتبطا بالقوة والتجدد والاستمرارية.
وتختلف الأضاحي والقرابين عند الشعوب باختلاف دياناتها وأساطيرها،
26
وقد قسمت هذه القرابين إلى ثلاثة أنواع هي: (2-1) قرابين دموية
كان يعتقد فيها بدور الدم في بعث الروح وتجديد الحياة، فكان يسفك فيها دم الحيوان على مذبح أو على رأس نصب وقد دللت التنقيبات الأثرية على ذلك من خلال كثرة المذابح التي عثر عليها.
27
إن تقديم القرابين إلى الآلهة كان من أهم الشعائر في الديانات القديمة، وتعود حقبة تقديم القرابين إلى بداية ظهور الدين في حياة الإنسان، وكان الهدف من تقديم القرابين إلى الآلهة توطيد الرابطة الدينية بين الإله وبين البشر، وكان من شروط تقديم اللحم كقربان هو اشتراك الإله والبشر في أكله.
28
وكانت الرغبة في تناول لحم الحيوان أو الإنسان المضحى به الذي كان بمثابة المقدس أو الإله؛ فعند أكل جسم الإله يكتسب قواه، وعندما يأكل ذلك الخبز ويشرب الخمر فإنما يتناول العابد جسم الإله ودمه الحقيقي، وكذلك اعتقد أن تلك الآلهة كانت أربابا للناس تتصرف في أمورهم وهي التي تمنحهم الأمن وتوفر لهم الخصب والرزق.
Página desconocida
29 (2-2) القرابين المحروقة
ويقصد بها أي نوع من أنواع القرابين سواء أكانت من الحيوانات أو الطيور أو حتى البخور الذي كان يحرق في المباخر، وكان مبدأ الحرق للذبيحة أو البخور يقوم على صعود الرائحة الطيبة إلى السماء لتنال القبول؛ فالمذبح هو المكان الذي يوصل القربان المقدم بآلهته.
30 (2-3) الأضاحي البشرية
كانت ظاهرة تقديم الأضاحي والقرابين البشرية واحدة من الظواهر التي خدمت أغراض طقوس وشعائر دينية لدى العديد من الشعوب والقبائل البدائية.
31
ويقصد بالتضحية البشرية عملية قتل لشخص واحد أو أكثر وتقديمه كقربان ضمن شعائر الطقوس الدينية أو الممارسات الجنائزية، وقد عرفت التضحية البشرية في مختلف الثقافات عبر التاريخ القديم، وما زالت موجودة حتى عصرنا الحديث في العديد من القبائل البدائية بفرضية أن التضحية هي استرضاء للآلهة والأرواح وجلب للمنفعة. وغالبا ما كان الشخص المضحى به سعيدا عند تقديمه قربانا للإله؛ إذ كان ذلك يعد تشريفا له.
32
ويعلل البعض تقديم القرابين الآدمية بأنها وسيلة لإحياء الآلهة وبعثهم بواسطة التضحية البشرية أو تقديم الطعام للطوطم (المعبود الحيواني) والرغبة في توحيد المضحين بحياة أجدادهم.
33
ولقد تباينت أشكال التضحية بحسب تصور تلك المعتقدات البدائية وعلاقتها بالزمان والمكان. ولعل الحس الإنساني بالخطيئة وعمق الرغبة في الخلاص منها، كانا من أهم الأمور المؤثرة على أنظمة التفكير الديني والميثولوجي الناضجة في العديد من الحضارات. وهذا ما جعل الإنسان يستعين بكهنة أو وسطاء أو بطقوس معينة، يظن أنها هي الأصلح لتقديم الأضحية البشرية لنيل الرضا الإلهي.
Página desconocida
وسأحاول توضيح ذلك من خلال إلقاء الضوء على بعض من تلك الممارسات لدى بعض الحضارات المختلفة وذلك لتقريب الصورة للأذهان.
الفصل الثاني
مصر وتقديم الأضاحي البشرية
يعد موضوع الأضاحي البشرية في مصر من الموضوعات الشائكة التي تؤخذ على حذر؛ فهناك من ينكرها وهناك من يعترف بها، وإن كانت الغلبة لمن لا يعترف بوجودها في مصر لتعارضها مع فكر المصريين القدماء. وأحاول إلقاء الضوء هنا على مجموعة من الآراء التي ربما قد تبرهن - من وجهة نظر البعض - على وجود إشارات لممارسة التضحية البشرية في الحضارة المصرية القديمة لا سيما في عصر بداية الأسرات، وهل كانت تلك الممارسات تتم بغرض التضحية والتقرب بها للمعبود، أم كانت تؤدى لأغراض أخرى؟ وهل كانت تنفذ على فئة معينة دون سواها، ولماذا؟ (1) الأضاحي البشرية في مصر في عصر ما قبل الأسرات
يرى بعض الباحثين، لا سيما غير المصريين، أن هناك أدلة على معرفة المصريين القدماء للتضحية البشرية في عصر ما قبل وبداية الأسرات، ويرى هذا الفريق أن تلك الأدلة قد تنوعت ما بين العثور على دفنات لأضاحي بشرية، وبين مناظر نقوش ورسوم متنوعة أشارت إلى وجود ومعرفة عادة التضحية البشرية في مصر آنذاك. وهنا عرض لأدلة وجود الأضاحي البشرية في مصر من وجهة نظر مدعيها؛ ومحاولة تفسيرها أو نفيها.
ولقد ظهرت أول أدلة معرفة التضحية البشرية في مصر منذ نهاية عصور ما قبل التاريخ وبداية عصر الأسرات وخاصة في فترة نقادة الثانية 3500-3200ق.م. إذ عثر في بعض جبانات تلك الفترة على ما يشير إلى عادة تقطيع أوصال جسد المتوفى، وذلك على غرار ما جاء في العضايمة وهيراكونبوليس ونقادة؛ ففي جبانة هيراكونبوليس عثر على العديد من الدفنات الآدمية التي كانت الجماجم فيها فصلت قصدا عن الأجسام، وظهرت علامات القطع على فقرات الرقبة كما يتضح في «شكل
2-1 ».
وثبت وجود نفس تلك العلامات أيضا في حوالي واحدة وعشرين حالة أخرى لرجال ونساء،
1
مما يشير إلى تعرضهم للذبح وفصل الرأس، وقد عثر من بين تلك الجماجم على جمجمة كانت قد تعرضت لعملية إزالة لفروة الرأس في المقبرة رقم
Página desconocida
HK43
2 (شكل
2-2 ).
شكل 2-1: علامات قطع على فقرات الرقبة، المقبرة رقم 43 بجبانة هيراكونبوليس. (
Jones J., Funerary Textiles of the Rich and the Poor, Vol. 14, 2002, p. 14 .)
شكل 2-2: جمجمة آدمية تعرضت لإزالة فروة الرأس، الجبانة رقم 43، جبانة هيراكونبوليس. (
Dougherty, S. P., 2004, p. 11 .)
ولقد فسر بعض الباحثين ذلك بأنه نوع من التعذيب أو العقاب.
3 ⋆
لا سيما أنه قد عثر على آثار وجود تعذيب على العديد من البقايا العظمية الآدمية في تلك المقبرة، وفي مقبرة أخرى بالجبانة عثر على بعض العظام الطويلة التي كانت قد فصلت قصدا عن الجثة ووضعت بعناية على طول جدران المقبرة.
Página desconocida
4
كما عثر في مقبرة أخرى على سكين من الصوان وبقايا عظام آدمية كانت منفصلة ومكدسة في شكل كومة، ولم يعثر على الجمجمة ولكن عثر على إناء فخاري (شكل
2-3 ) وضع بديلا عنها، وأسفل منه كان السكين وبقايا شعر الرأس.
5
شكل 2-3: دفنة بها بقايا عظام آدمية وسكين من الصوان وإناء فخاري، هيراكونبوليس. (
Friedman, R., 2004, p. 8 .)
وفي نقادة تكرر الأمر نفسه؛ إذ عثر على بقايا عظام آدمية متناثرة بين المقابر أو مفككة عن قصد، ولقد لوحظ في مقابر نقادة أمران:
الأول:
أن بعضها تضمن أكثر من جثة واحدة؛ بحيث وجدت في إحداها خمس جثث.
والثاني:
Página desconocida
أن بعض موتاها تعرضت عظامهم لعمليات تفكيك مقصودة أو غير مقصودة ووضعت في غير نظام.
ولقد فسر عبد العزيز صالح تفكيك العظام إلى ثلاثة عوامل - في حالة إذا كان تفكيكا غير مقصود - وهي: استخدام المقبرة لأكثر من مرة واحدة واضطرار أصحابها إلى تكويم عظام المتوفى القديم حيثما اتفق بحيث تشغل أقل حيز ممكن؛ أو نهب المقبرة وبعثرة عظام صاحبها خلال البحث عن حليه التي لبسها أو وضعها أهله معه في الحصير الذي كفنوه به؛ أو اعتداء وحوش الصحراء على الجثة حين تجتذبها رائحتها عقب دفنها.
6
ولكن لو صح ما ذهب إليه عبد العزيز صالح من تفسيرات لكان هناك شيء آخر لا بد من تفسيره؛ ماذا عن آثار القطع والحزوز التي وجدت على فقرات الرقبة بالعديد من دفنات هيراكونبوليس؟ هل كانت لأفراد من الأسرى والمدانين كان يتم قتلهم بهذه الطريقة - كالإعدام في العصر الحالي - أم هي أمور جنائزية وطقوس ذات صلة بممارسات التقدمة البشرية؟
ربما كانت تلك الدفنات بالفعل لممارسات ترتبط بالتضحية البشرية؛ لا سيما أن مثل هذه الدفنات قد تكررت، ولأنه في البعض منها كان هناك دلائل غريبة مثل العثور على السكين الصواني الذي كان مرافقا للدفنة آنفة الذكر، وبقايا لقى أثرية يصعب وضعها مع دفنة لمدان أو مجرم معاقب، والأمر الثاني أنه قد عثر على هذه الدفنات في سياج جبانات تمت العناية بها، فهل يعقل أن يقتل المدان ثم يكرم بدفنه ويصحب معه متاعه الجنائزي؟ (2) الأضاحي البشرية في مصر في عصر بداية الأسرات
استمر العثور على دفنات آدمية فسرها بعض الباحثين بأنها لأضاحي بشرية، وذلك في الجبانة الملكية بأبيدوس والتي تؤرخ بعصر ما قبل وبداية الأسرات.
7
ولقد كانت الجبانة الملكية بأبيدوس واحدة من أكثر الجبانات التي عثر فيها على العديد من الدفنات الفرعية الملحقة بمقابر ملوك عصر بداية الأسرات،
8
وعثر فيها كذلك على أدلة وجود دفنات الأضاحي البشرية - لو صح التعبير - في العديد من تلك الدفنات الفرعية، تنوعت تلك الدفنات ما بين دفنات لأضاحي آدمية ودفنات لأضاحي حيوانية.
Página desconocida
9
وكان من أهم الدفنات الفرعية الآدمية تلك التي عثر عليها ملحقة بمقبرة الملك «حور عحا» بالجبانة الملكية بأبيدوس،
10
بعضها كان قريب الشبه من دفنات نقادة وهيراكونبوليس حيث العظام المفككة، والبعض الآخر كان مكتمل الجسد ومزودا بالمتاع الجنائزي على غرار عادات الدفن المتبعة في مصر القديمة، ففي «شكل
2-4 » نرى دفنة آدمية فرعية كانت ملحقة بمقبرة الملك حور عحا بأبيدوس، كان المتوفى قد دفن في وضع القرفصاء وزود ببعض الأواني الفخارية كنوع من المتاع الجنائزي للانتفاع بها في عالمه الآخر.
11
شكل 2-4: دفنة آدمية من الدفنات الفرعية عثر عليها قرب مقبرة الملك حور عحا بأبيدوس. (
http://guardians.net/hawass/press_release_Abydos_05-05.htm2005 .)
ومن الملفت للنظر أنه قد تم العثور على بقايا العديد من العظام الآدمية المتناثرة في بعض المقابر الفرعية الملحقة بمقبرة الملك حور عحا بالجبانة الملكية بأبيدوس، وكذلك عثر من بين ما تم اكتشافه بالجبانة على مقبرة بها مجموعة من العظام الآدمية تم تجميعها داخل تابوت خشبي، وبالقرب منها هيكل عظمي جيد الحفظ لامرأة، ومن خلال الفحص والدراسة تم تحديد العمر الزمني لأصحابها، وتبين أنها عظام لأفراد تتراوح أعمارهم ما بين 20 و25 عاما، ولقد أفاد بعض الباحثين أن هؤلاء الأفراد كانوا من خادمي القصر الملكي،
12 ⋆
Página desconocida
تم دفنهم مع الملك ليداوموا على خدمته في العالم الآخر،
13
أو رغبة من هؤلاء الأشخاص في أن يدفنوا بعد وفاتهم مع ملكهم والذي هو صورة الإله، ويعتقد بعض الباحثين أن الأشخاص الذين رافقوا الفرعون إلى قبره لم يقتلوا بل قاموا بالانتحار طوعا عن طريق تناول السم، مما جعل العديد من علماء الآثار يؤكدون ممارسة المصري القديم لعادة التضحية البشرية منذ عصور ما قبل وبداية الأسرات.
14
ولقد تكرر العثور على ما يقترب من 317 دفنة من الدفنات الفرعية الآدمية.
15
أيضا بالقرب من مقبرة الملك «جر»، وعلى ما يزيد عن 242 دفنة عثر عليها حول سياج مقبرته ليبلغ إجمالي ما عثر عليه حوالي 559 دفنة آدمية فرعية لنساء ورجال
16
تمت التضحية بهم ودفنهم حول مقبرة الملك «جر» وبالقرب منها بالجبانة الملكية بأبيدوس
17 (شكل
Página desconocida