135

Dictionary of Verbal Errors

معجم المناهي اللفظية

Editorial

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤١٧ هـ -١٩٩٦ م

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

من المؤمنين لابد من دخوله النار. وإما الدعاء بالمغفرة لجميعهم فإن أراد به مغفرة مستلزمة لعدم دخول أحد منهم النار فحكمه ما مر، وإن أراد مغفرة تخفف عن بعضهم وزره، وتمحو عن بعض آخرين منهم، أو أطلق ذلك؛ فلا منع منه، أما في مسألة الإرادة فواضح، وأما في مسألة الإطلاق فلأن إطلاق المغفرة لا يستلزم المحو عن الجميع بالكلية؛ لأنها تستعمل في هذا المعنى وفي التخفيف، بل لو قال: اللهم اغفر لجميع المؤمنين جميع ذنوبهم، وأراد بذلك التخفيف عنهم لم يحرم؛ بخلاف ما لو أطلق في هذه الصورة فإنه يحرم عليه بأن اللفظ ظاهر في العموم بل صريح فيه، فالحاصل أنه متى قال: اللهم اغفر للمسلمين ذنوبهم وأطلق، أو أراد المحو للبعض والتخفيف للبعض؛ جاز، وإن أراد عدم دخول أحد منهم النار؛ لم يجز، وإن قال: اغفر لجميع المسلمين جميع ذنوبهم، وأطلق أو أراد عدم دخول أحد منهم؛ حرم، وإن أراد ما يشمل التخفيف جاز، والفرق بين الصورتين واضح مما قررته، وقد أمر الله نبيه محمد ﷺ بالاستغفار للمؤمنين والمؤمنات بقوله تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ فيتعين حينئذ حمل كلام ابن عبد السلام وتلميذه القرافي على ما قررته من التفصيل، وبذلك علم أن إطلاق المجيب الأول الحرمة، والثاني عدمها: غير صحيح، واستدلاله بخبر المستغفري غير صحيح أيضًا؛ لأن الرحمة العامة لا تستلزم مغفرة جميع الذنوب بالمعنى السابق، فقد ورد عن ابن مسعود ﵁: «إن لله رحمة على أهل النار فيها»؛ لأنه يقدر أن يعذبهم بأشد مما هم فيه، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ ففي إرساله ﷺ رحمة حتى على أعدائه من حيث عدم معاجلتهم بالعقوبة، والله ﷾ أعلم» انتهى. اللهم لا تمتني: (١) سؤال العبد أن لا يميته الله - سبحانه -

(١) (اللهم لا تمتني: المعيار المعرب ١١/٢٦٣.

1 / 139