معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب
معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب
Editor
إحسان عباس
Editorial
دار الغرب الإسلامي
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
يذهب في رأي الفلاسفة، لكنه تكلم في القرآن بكلام لطيف دقيق في مواضع، وأخرج سرائره وسمّاه «نظم القرآن» ولم يأت على جميع المعاني فيه. قال:
وللكعبيّ كتاب في التفسير يزيد حجمه على كتاب أبي زيد.
قال الوزيري: وكان أيضا يتحرّج عن تفضيل الصحابة بعضهم على بعض، وكذلك عن مفاخرة العرب والعجم ويقول: ليس في هذه المناظرات الثلاث ما يجدي طائلا ولا يتضمن حاصلا، لأن الله تعالى يقول في معنى القرآن أنزلناه قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ
(الزمر: ٢٨) الآية. وأما معنى الصحابة وتفضيل بعضهم فقوله ﵇: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، وكذلك العربي والشعوبي فإنه سبحانه يقول فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ
(المؤمنون: ١٠١) ويقول في موضع آخر إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ
(الحجرات: ١٣) .
قال: وسمعت بعض أهل الأدب يقول: اتفق أهل صناعة الكلام أن متكلمي العالم ثلاثة الجاحظ وعلي بن عبيدة اللطفي وأبو زيد البلخي، فمنهم من يزيد لفظه على معناه وهو الجاحظ، ومنهم من يزيد معناه على لفظه وهو علي بن عبيدة، ومنهم من توافق لفظه ومعناه وهو أبو زيد.
وقال أبو حيان في «كتاب النظائر»: أبو زيد البلخيّ يقال له بالعراق جاحظ خراسان.
وحكى ان أبا زيد لما دخل على أحمد بن سهل أول دخوله عليه سأله عن اسمه فقال له: أبو زيد، فعجب أحمد بن سهل من ذلك حين سأله عن اسمه فأجاب عن كنيته، وعدّ ذلك من سقطاته، فلما خرج ترك خاتمه في مجلسه عنده، فأبصره أحمد بن سهل فازداد تعجبا من غفلته، فأخذه بيده ونظر في نقش فصّه فإذا عليه «أحمد بن سهل» فعلم حينئذ أنه إنما أجاب عن كنيته للموافقة الواقعة بين اسمه واسمه، وانه أخذ بحسن الأدب، وراعى حدّ الاحتشام، واختار وصمة التزام الخطأ والمحال في الوقت والحال على أن يتعاطى اسم الأمير بالاستعمال والابتذال.
وحكى أنّ أبا زيد في حداثته وحال فقره وخلّته كان التمس من أبي علي المنيري حنطة، فأمره بحمل جراب إليه ففعل، فلم يعطه حنطة وحبس الجراب، ومضى على هذا أعوام كثيرة، وخرج شهيد بن الحسين إلى محتاج بن أحمد بالصغانيان، وكتب
1 / 279