90

Dictionary of Geographical Landmarks in the Prophetic Biography

معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية

Editorial

دار مكة للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م

Ubicación del editor

مكة المكرمة

Géneros

الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ، فَأَشَارَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ ﵁ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عيه وسلم بِحَفْرِ خَنْدَقٍ حَوْلَ الْمَدِينَةِ، فَكَانَ. وَلَمَّا كَانَتْ الْمَدِينَةُ الْمُنَوَّرَةُ مُحَاطَةً بِالْحِرَارِ مِنْ ثَلَاثِ جِهَاتٍ، فَإِنَّ الْجِهَةَ الْوَحِيدَةَ الَّتِي تُصْلَحُ أَنْ يَحْشُدَ فِيهَا الْمُشْرِكُونَ هِيَ الْجِهَةُ الشَّمَالِيَّةُ الْغَرْبِيَّةُ، بَيْنَ سَلْعٍ وَأَسْفَلَ حَرَّةِ الْوَبَرَةِ، وَتُسَمَّى الْيَوْمَ حَرَّةَ الْمَدِينَةِ الْغَرْبِيَّةَ، وَالْجِهَةُ الشَّمَالِيَّةُ الشَّرْقِيَّةُ بَيْنَ سَلْعٍ أَيْضًا وَحَرَّةِ وَاقِمٍ، فَحُفِرَ الْخَنْدَقُ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ مُطِيفًا بِجَبَلِ سَلْعٍ مِنْ وَرَائِهِ، بِعُمْقِ يَصْعُبُ عَلَى الْعَدُوِّ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُ لَوْ هَبَطَهُ، وَاتِّسَاعٍ يَصْعُبُ عَلَى خَيْلِ الْمُشْرِكِينَ قَفْزُهُ. وَدَارَتْ الدَّائِرَةُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَنَصَرَ اللَّهُ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ. وَانْظُرْ «مَجْمَعَ الْأَسْيَالِ». الْخَنْدَمَةُ بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَسُكُونِ النُّونِ، وَفَتْحِ الدَّالِ وَالْمِيمِ، ثُمَّ هَاءٍ: ذُكِرَ فِي يَوْمِ فَتْحِ مَكَّةَ، وَإِذَا ذَكَرَ الْمُؤَرِّخُونَ الْخَنْدَمَةَ وَمَا حَدَثَ فِيهَا أَوْرَدُوا قَوْلَ حِمَاسِ بْنِ قَيْسٍ الْبَكْرِيِّ الْكِنَانِيِّ: إنَّك لَوْ شَهِدْت يَوْمَ الْخَنْدَمَةُ إذْ فَرَّ صَفْوَانُ وَفَرَّ عِكْرِمَهْ وَأَبُو يَزِيدَ قَائِمٌ كَالْمُؤْتَمِهْ واستقبلتهم بِالسُّيُوفِ الْمُسْلِمَهْ يَقْطَعْنَ كُلَّ سَاعِدٍ وَجُمْجُمَهْ ضَرْبًا فَلَا يُسْمَعُ إلَّا غَمْغَمَهْ وَكَانَ حِمَاسٌ هَذَا وَصَفْوَانُ وَعِكْرِمَةُ أَعْدَاءً مُقَاتِلَةً وَسِلَاحًا لِقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: إنِّي آمُلُ أَنْ أَخْدُمَك مِنْهُمْ خَادِمًا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ قَاتَلَتْهُمْ خَيْلُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ

1 / 114