82

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Géneros

Retórica

أما بعد: فإني جردت همتي، وشحذت غرار(1) عزيمتي، في هذا الإملاء بعد استخارة ذي الطول، والاستعانة بمن له القوة والحول، إلى إيضاح ما وقع في كلام أمير المؤمنين من تفسير ألفاظه الغريبة، وإظهار معانيه اللطيفة العجيبة، وبيان أمثاله الدقيقة، ولطائف معانيه الرشيقة، وغير ذلك مما يشتمل عليه كلامه عليه السلام، إذ كان كلامه قد رقى إلى غايتي الفصاحة في لفظه، والبلاغة في معناه، إذ هو منشأ البلاغة ومولدها، ومشرع الفصاحة وموردها، وعليه كان تعويل أربابها، وضالة طلابها، فلا واد من أودية الفصاحة إلا وقد ضرب فيه بحظ وافر ونصيب، ولا أسلوب من أساليب البلاغة إلا وله فيه القدح المعلا، والتؤم والرقيب(2)، وهذا مع اعترافي بكلول الجد عن بلوغ ذلك الحد في شرح مشكلاته، وإقراري بقصور باعي، وضيق رباعي(3) عن كشف معضلاته، لكن ليس الغرض المعتمد أن أستولي على ذلك الأمد، ولا الغرض الأقصى هو الإحراز والإحصاء، ولقد صدق من قال: ومتى تبلغ الكثير من الفضل إذا كنت تاركا لأقله.

Página 87