290

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Géneros

Retórica

(ولا كالنار نام هاربها): لأن من يهرب من شيء مبالغا في الهرب [منه ](1) فإنه يمتنع نومه ويشذ لما أعد [الله](2) فيها من أنواع النكال، أعاذنا الله منها برحمته.

(ألا وإنه من لا ينفعه الحق يضره الباطل): أراد من لاينفعه الحق لتركه له(3) والإعراض عنه، فإنه لا محالة يضره(4) الباطل بالانقياد له والدخول تحت أمره.

(ومن لم يستقم به الهدى يجر الضلال(5)): يعني أن كل من لم ينفعه الهدى في استقامة حاله وصواب أمره فإن الضلال يجربه أي يعدل به، من قولهم: جار يجور عن كذا إذا عدل عنه ومال(6)، قال الله تعالى: {ومنها جائر}[النحل:9] أي عادل مائل.

(ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن): الآمر هو: الله على ألسنة الرسل بالصدور عن الدنيا والإقبال إلى الآخرة، والظعن: السير، يقال: ظعن يظعن ظعنا [وظعنا](7) بتحريك العين وسكونها.

(ودللتم على الزاد): الدال هو الله تعالى، حيث قال: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}[البقرة:197].

Página 295