259

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Géneros

Retórica

(في أهل أو مال أو نفس(1) فلا يكون(2) له فتنة): أراد أن الواحد إذا رأى لغيره زيادة في النفس بكثرة الأولاد، والزيادة في الأجسام(3) أيضا بأن تكون كاملة عظيمة، أو زيادة في الأهل بكثرة العشائر والتكثر بالأصهار وسائر القرابات، أو زيادة في الأموال: العقارات، والدور، والحيوانات، وغير ذلك من الأموال، فلا يكون(4) الضمير للأخ فتنة بأن يحسده على ما أوتي، فإن شغله بذلك شغل بما لا فائدة فيه، ولا ثمرة له، مع ما فيه من الوعيد والتعرض للأثمة من جهة الله تعالى، وذلك يكون على وجهين:

أحدهما: أن يريد وصول تلك النعم بعينها إلى نفسه، وهذا هو الحسد بعينه، فيريد وصولها إليه وزوالها من أخيه، وقد ورد ذم الحسد في كتاب الله تعالى، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وآله، كقوله صلى الله عليه وآله: ((ما ذئبان ضاريان في زريبة أحدكم بأسرع من الحسد في حسنات المؤمن)) وهو مذموم على كل حال.

وثانيهما: أن يريد مثل ما لأخيه ولا يريد زوالها منه، فهذه هي الغبطة وليست حسدا، ومنه قولهم: اللهم، غبطا ولا هبطا، أي نسألك الغبطة، ونعوذ بك أن نهبط عن حالنا(5)، وهي محمودة.

(فإن المرء المسلم): السالم في إيمانه عما يشونه (6).

Página 264